05 ديسمبر 2025

ذكرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية أن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تنتظر من حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، تسليم الليبي أسامة نجيم، المتهم بارتكاب جرائم تعذيب داخل سجن معيتيقة في طرابلس، وسط مؤشرات على نزاع قانوني معقد قد يطيل أمد القضية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن قضاة المحكمة الدولية ينتظرون الأوراق الرسمية من السلطات الليبية، وأنهم يأملون في تسلم المتهم قريبا لمحاكمته في هولندا، مشيرة إلى أن القضية تُتابَع بعناية شديدة من قبل الدوائر القانونية في لاهاي.

وبحسب التقرير، فإن اعتقال أسامة نجيم لم يتم بناء على مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بل جاء بقرار من مكتب النائب العام في طرابلس الذي وجّه إليه تهمة ارتكاب عشر جرائم تعذيب أدت إلى وفاة أحد السجناء في سجن معيتيقة.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاعتقال محلي الطابع، ولا يرتبط مباشرة بالقضية التي تنظرها لاهاي، ما يجعل وضعه القانوني معلقا حتى إشعار آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أن احتمال تسليم المتهم إلى المحكمة الدولية لا يزال غير مؤكد، نظرا لأن ليبيا لم توقّع على نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة، رغم إعلان حكومة الدبيبة في مايو الماضي قبولها اختصاص المحكمة وفق المادة 12 (3) من النظام، بخصوص الجرائم التي يزعم ارتكابها على الأراضي الليبية بين عامي 2011 و2027.

وتوقعت الصحيفة أن تستغرق هذه الأزمة وقتا طويلا، لكونها تتعلق بتداخلات قانونية دولية ومحلية معقدة، لكنها أكدت أن المحكمة مصممة على تسلم المتهم ومحاكمته في أقرب وقت.

وبعد ساعات من إعلان الاعتقال، قال رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة إن لا أحد فوق القانون، في إشارة إلى التزام حكومته بتطبيق العدالة، لكنه لم يوضح ما إذا كانت طرابلس ستوافق على تسليم المتهم إلى لاهاي أو ستحتفظ بمحاكمته داخليا.

ويأتي اعتقال أسامة نجيم في سياق توترات متصاعدة بين الميليشيات الليبية خلال الأشهر الماضية، حيث حاول الدبيبة، بحسب التقرير، فرض السيطرة على الجماعات المسلحة التي تهيمن على مناطق واسعة من طرابلس وضواحيها، واصفا إياها بـالقوات المستقلة، وهو ما فجّر خلافات داخل حكومته وأدى إلى اشتباكات دامية في العاصمة.

وتضيف الصحيفة أن التوازن الهش بين الفصائل انهار عندما أقدمت قوات اللواء 444 — التابع لوزارة دفاع الدبيبة  بالاشتراك مع اللواء 111 وميليشيات مصراتة، على إعدام عبد الغني الككلي (غنيوة)، ومحاولة نزع سلاح قوة الردع، ما تسبب في فوضى أمنية استمرت لأسابيع.

وفي سبتمبر الماضي، تم التوصل إلى اتفاق برعاية تركية بين حكومة الوحدة الوطنية وقوة الردع الخاصة، نص على انسحاب الردع من قاعدة معيتيقة الجوية، وتعيين اللواء عبد الفتاح دبوب رئيسًا للشرطة القضائية، وبدء حملة اعتقالات ضد المطلوبين من قبل القضاء الليبي، وكان أسامة نجيم أول من شملهم القرار.

وتختم لاريبوبليكا تقريرها بالإشارة إلى أن لاهاي تراقب التطورات بدقة، بينما تسعى حكومة الدبيبة إلى تحقيق توازن دقيق بين الضغوط الدولية والمصالح المحلية، في قضية قد تشكل اختبارا حقيقيا لمدى استقلال القضاء الليبي والتزام طرابلس بتعهداتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

تقرير: الغرب يتحكم في ملف الإنفاق العام الليبي

اقرأ المزيد