في خطوة وصفت بأنها محورية لتعزيز أمن الطاقة في مصر ودعم التحول نحو مصادر نظيفة، توقعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تساهم محطة الضبعة النووية، الجاري إنشاؤها شمال غرب البلاد، في تغطية نحو 10% من إجمالي الطلب المحلي على الكهرباء، بقدرة إنتاجية تصل إلى 4800 ميغاوات.
وفي تقرير حديث للوكالة، وصفت المشروع بـ”قصة نجاح” نووية في القارة الإفريقية، حيث تعد مصر الدولة الوحيدة حاليا التي تطور محطة نووية بهذا الحجم على مستوى القارة.
وأشارت إلى أن المشروع يعد نموذجا للتنمية المتكاملة، إذ لا يقتصر على إنتاج الكهرباء، بل يشكل منصة لتأهيل الكوادر الوطنية وتوفير آلاف فرص العمل في مجالات الطاقة والهندسة النووية.
ووفقا للتقرير، تعتمد محطة الضبعة، كسائر مشروعات الطاقة النووية في دول الجنوب، على تمويل ميسر من الجانب الروسي، يتضمن أسعار فائدة منخفضة وشروط سداد مرنة.
وهذا النوع من التمويل، بحسب الوكالة، يعزز من قدرة الدول النامية على تنفيذ مشروعات كبرى في قطاع الطاقة، ويدعم جهود إفريقيا في جذب استثمارات صديقة للبيئة والانتقال إلى مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات.
ومن جهته، أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أن أولى وحدات محطة الضبعة ستبدأ العمل رسميا خلال النصف الثاني من عام 2028، على أن تكتمل الوحدات الثلاث المتبقية بحلول عام 2029، وفقا للجدول الزمني المعتمد ضمن “المشروع القومي للطاقة النووية”.
وأكد مدبولي أن المشروع يعد أحد الأعمدة الاستراتيجية لرؤية مصر 2030، التي تستهدف رفع مساهمة الطاقة النظيفة والمتجددة إلى 42% من إجمالي إنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أن الضبعة ستمثل ركيزة أساسية لتحقيق هذا التحول الطاقوي.
يذكر أن اتفاق إنشاء محطة الضبعة تم توقيعه في عام 2015، بينما انطلقت الأعمال الإنشائية في ديسمبر 2017، لتبدأ مصر فعليا أولى خطواتها نحو دخول عصر الطاقة النووية السلمية من خلال بناء 4 مفاعلات نووية، يشكل كل منها جزءا من منظومة طاقة متطورة تسعى القاهرة إلى جعلها دعامة رئيسية لنموها الاقتصادي والمجتمعي المستدام.
مساعدات أوروبية لمصر بـ 7.4 مليار يورو “لوقف الهجرة”
