تكشف مصادر سياسية وحقوقية من داخل تونس عن تحركات يقودها عدد من الفاعلين في المشهد العام بهدف إعادة الدفء إلى العلاقات مع المغرب، بعد أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة الدبلوماسية التي فجرتها استضافة الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو خلال قمة طوكيو للتنمية الإفريقية “تيكاد 8” عام 2022.
وأوضحت المصادر أن شخصيات سياسية وحقوقية وأكاديمية وجهت رسائل مباشرة إلى وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية، معربة عن استعدادها للقيام بوساطة تفتح الطريق أمام حوار جاد بين الرباط وتونس، مشددة على أن استمرار القطيعة لا يخدم المصالح الوطنية ولا يتيح فرص تعزيز الشراكات في الفضاء المغاربي.
ولكن هذه المبادرات، بحسب المصادر نفسها، لم تلق أي تجاوب رسمي، إذ يتمسك الرئيس قيس سعيد بموقفه الرافض لفتح قنوات تواصل جديدة مع المغرب، وهو ما تعتبره شخصيات تونسية “خيارا سياسيا شخصيا” يتعارض مع مبدأ الحياد الذي ميز الدبلوماسية التونسية لعقود، ويضعف الدور الإقليمي للبلاد.
وترى هذه الأطراف أن الموقف الرئاسي الحالي يعكس أجندة منغلقة تتماهى مع التوجهات الجزائرية في ملف الصحراء المغربية، ما أدى إلى تجميد قنوات الحوار، وسحب السفراء، وإبعاد تونس عن لعب أي دور إيجابي في القضايا المغاربية.
رغم ذلك، تؤكد الفعاليات التونسية المؤمنة بوحدة التاريخ والمصير المغاربي أنها ستواصل الضغط على السلطات ودعوتها لاتخاذ خطوات عملية نحو المصالحة، معتبرة أن التراجع عن الانحياز الإقليمي هو المدخل الأساسي لإعادة الاعتبار للدور التقليدي لتونس على الساحتين العربية والإفريقية.
واندلع الخلاف الأخير بين تونس والمغرب في أغسطس 2022 عندما استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي خلال مؤتمر طوكيو للتنمية الإفريقية، ما اعتبرته الرباط استفزازا يمس قضية الصحراء الغربية.
ورد المغرب باستدعاء سفيره من تونس، وألغى مشاركات في فعاليات إقليمية، لترد تونس بالمثل مؤكدة تمسكها بالحياد.
وشكلت هذه الأزمة أول توتر دبلوماسي كبير بين البلدين منذ سنوات، وأثرت على العلاقات السياسية والاقتصادية.
وفي أغسطس 2024 جرت محادثات رسمية بين مسؤولين من البلدين في مارسيليا لإعادة بناء الثقة، ورغم ذلك ما زالت العلاقات تتسم بالحذر وسط استمرار الخلاف حول ملف الصحراء.
تونس ترصد 5.4 مليار دينار لمشاريع تنموية في 2025
