المجلس الأعلى للدولة في ليبيا دعا إلى فرض عقوبات دولية صارمة على الدول والمنظمات والأطراف التي تدعم قوات “الدعم السريع” في السودان، معتبراً ذلك تواطؤاً في جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وقال المجلس، إن هذا القرار يأتي على خلفية الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في مدينة الفاشر غرب السودان، مؤكداً دعمه لكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته.
وطالب المجلس المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية، والعمل العاجل على وقف الجرائم، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية.
وأضاف البيان أن المجلس يتابع “ببالغ القلق والأسى” ما ترتكبه ميليشيات قوات الدعم السريع من انتهاكات جسيمة ضد المدنيين الأبرياء في الفاشر، والتي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير واسع للممتلكات، ونزوح آلاف الأسر في ظل أوضاع إنسانية مأساوية.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الأحد الماضي السيطرة على الفرقة السادسة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد معارك وصفتها بـ”الحاسمة” ضد الجيش السوداني.
وأصدرت قوات الدعم السريع بياناً قالت فيه إن عناصرها “قدّموا دروساً في الصمود والبسالة، وسطروا ملاحم تاريخية دكّوا فيها آخر حصون الجيش”، مؤكدة أن السيطرة على الفرقة السادسة تمثل “محطة مفصلية في مسار المعارك وبناء الدولة الجديدة التي يتشارك جميع السودانيين في بنائها”.
وتسببت الحرب المستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ أبريل 2023 في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، كما تعرضت مدينة الفاشر للدمار جراء القصف.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نصف المدنيين المحاصرين في المدينة، وعددهم نحو 260 ألف شخص، هم أطفال، وأن جميع المساعدات الخارجية قد انقطعت عنهم تقريباً.
السودان.. الدعم السريع يحاصر بابنوسة ويستخدم تكتيكات مشابهة للفاشر
