عقد مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الأربعاء، جلسة لمناقشة الأزمة الليبية، حيث طالبت الأطراف الدولية بضرورة التوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى تسوية شاملة ومصالحة حقيقية في البلاد.
وشدد روبرت وود، مندوب الولايات المتحدة، في كلمته على أهمية الدفع نحو تسوية سياسية في ليبيا، ودعا إلى وضع خريطة طريق تقود إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة تُفضي إلى حكومة خاضعة للمساءلة.
وشجع جميع الأطراف على التوافق بشأن ميزانية موحدة لضمان توزيع عادل لعائدات النفط، محذراً من اتخاذ تدابير أحادية الجانب قد تزيد من التوتر في ليبيا.
وأكد أن الوضع الراهن غير مستقر ويؤدي إلى تصاعد الخلافات ويهدد سيادة البلاد. كما طالب بوضع حد للخلاف القائم حول قيادة المصرف المركزي، ودعا إلى تعيين مجلس إدارة مختص لإعادة بناء ثقة المواطنين في المصرف المركزي، معتبراً أن اتفاق المصرف خطوة أساسية لتقليل الآثار السلبية على النظام المالي العالمي.
وحثت باربرا ودورد، مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، القادة الليبيين على الانخراط في عملية سياسية بروح التوافق والحلول الوسط، مؤكدة أن التدابير الأحادية التي اتخذتها الأطراف السياسية زادت من هشاشة الوضع في ليبيا.
ورحبت ودورد بتعيين محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، ودعت إلى الإسراع في الاتفاق على مجلس إدارة للمصرف بعيداً عن التجاذبات السياسية، وأكدت ضرورة إعادة بناء الشرعية والمصداقية للمصرف المركزي بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
كما عبّرت عن قلقها من تقلص الحيز المتاح للمجتمع المدني، وحذرت من المخاطر التي تهدد نشاطهم، وخاصة ضد النساء اللاتي تتعرض مشاركتهن في الحياة السياسية والاجتماعية للتقويض.
ودعا فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا، المجتمع الدولي إلى مساعدة الليبيين في التوصل إلى عملية سياسية تفضي إلى حكومة موحدة.
وأكد أن استقرار ليبيا يتطلب إيجاد أرضية مشتركة لحل الأزمة، مشددًا على ضرورة عدم استخدام ليبيا كساحة لتصفية الحسابات الدولية.
وأعلن أن روسيا ستواصل دعمها للانسحاب المتوازن والتدريجي للمجموعات المسلحة الأجنبية، وطالب بتوحيد القوات المسلحة الليبية.
وانتقد نيبينزيا الردود الغربية حول انقطاع إمدادات النفط من ليبيا، مؤكدًا أن الأولوية يجب أن تكون لاستقرار البلاد وليس المصالح الاقتصادية.
وشددت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على أهمية الوصول إلى مصالحة حقيقية في البلاد، محذرة من أن استمرار الإجراءات الأحادية من قبل الأطراف السياسية سيقوض سيادة ليبيا ويزيد من الانقسامات.
وأكدت أن هناك حاجة إلى حكومة موحدة تشرف على تنظيم الانتخابات وضمان توزيع عادل للثروة بين الليبيين، وأعربت عن استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم المطلوب لتنظيم الانتخابات وضمان شمولية الحوار السياسي.
مصرف ليبيا المركزي يعلن عن نقص أكثر من 5 مليار دولار