حذر مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة عقدت بنيويورك، أن الوضع في السودان يتجه نحو طريق مسدود وصراع طويل الأمد يؤدي إلى انهيار السودان وتطال تداعياته المنطقة ككل.
وحمل متحدثون في الجلسة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مسؤولية التدهور الذي آلت إليه الأوضاع في السودان، مشددين على الضغط على الأطراف المتحاربة لحملها على التفاوض.
وقال ممثل الولايات المتحدة السفير روبرت وود: “قبل عام واحد، أرسل جنرالان متنافسان جيشيهما إلى المعركة ووضعا السودان على طريق الموت والدمار والخراب المستمر حتى اليوم”، وطالب الطرفان بوقف الحرب فورا والعودة إلى طاولة المفاوضات دون تأخير، مشيرا إلى الخطط الرامية لاستئناف المحادثات في مدينة جدة في أوائل شهر مايو.
ومن جانبه، أشار ممثل الاتحاد الإفريقي محمد بن شمباس، إلى أن الحرب أعادت السودان بالفعل لعدة عقود إلى الوراء، مضيفا أن “إعادة بناء السودان إلى حالته ما قبل الحرب سوف يستغرق أكثر من جيل”.
ووصفت روزماري ديكارلو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، أزمة السودان بأنها “أزمة ذات أبعاد أسطورية، ومن صنع الإنسان بالكامل”، مؤكدة على أن كلا الطرفين فشلا في حماية المدنيين.
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، إن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا خلال اتصال هاتفي، أهمية وقف إطلاق النار في السودان، والعودة للمسار السياسي.
وشدد الجانبان على أهمية إنهاء الأزمة “بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوداني ويلبي تطلعاته نحو التنمية والازدهار”.
وفي إطار الوضع الميداني، أفادت مصادر في حركة جيش تحرير السودان وقوى إعلان الحرية والتغيير أن قوات تضم حركتي العدل والمساواة وجيش تحرير السودان والقوات النظامية ومجموعات متحالفة من القوة المشتركة والجيش السوداني، باتت قريبة من استعادة مصفاة الجيلي للبترول، شمال مدينة بحري التي تنتج نحو 70% من احتياجات السودان من الطاقة.
ومنذ أيام تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في ولاية الجزيرة بوسط البلاد، التي سيطرت عليها الدعم السريع في ديسمبر الماضي بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش استمرت أياما.
يذكر أن الحرب في السودان خلال عام واحد، أدّت إلى سقوط آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتيّة، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.
تحذيرات دولية من تصاعد العنف في السودان.. المنظمات الإنسانية تستنجد بالتدخل العاجل