22 نوفمبر 2024

كشفت صفقة أقماح أجرتها تونس مؤخراً مع عدد من شركات الوساطة والاتجار النشطة في الشرق الأوسط عن تلاعب أوكراني – أمريكي بمبادرة “إنسانية” لتحقيق أرباح كبيرة، ضمن شبكة معقدة تتزعمها شركات أمريكية.

وقبل أيام، نشرت وكالة “رويترز” خبراً حول إتمام تونس صفقة لشراء 150 ألف طن من القمح، عبر مناقصة دولية فازت فيها عدد من الشركات، ستتولى توريد القمح بنوعيه القاسي (الصلب) والطري، لتلبية احتياجات تونس المتزايدة في ظل أزمات المناخ والجفاف التي تضرب إفريقيا.

وتظهر عملية تتبع لمصدر القمح الذي يتم عرضه في الأسواق لتسويقه، بما فيه صفقة تونس الأخيرة، أن مصدر هذا القمح أوكراني، تتولى شركات أمريكية، بتمويل من بنك ” جي بي مورغان” عمليات تسويقه، بموجب وديعة بقيمة مليار دولار، عن طريق استثمار مبادرة مزعومة أطلقها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أطلقها قبل عامين لتقديم الحبوب إلى البلدان المهددة بالمجاعة، بما فيها إثيوبيا والصومال واليمن.

المبادرة التي أطلق عليها زيلنسكي اسم “الحبوب من أوكرانيا”، والتي وافقت روسيا على تأمين طرق بحرية لها طالما أن هدفها إنساني، وكونها توفر مدخلاً لوصول المنتجات الروسية إلى الأسواق العالمية (بحسب الاتفاقية)، تبين في وقت لاحق أنها غيرت مسارها ولم تصل إلى الدول التي زعمت أوكرانيا إرسالها إليها، الأمر الذي أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن أن الشحنات الأوكرانية انتهى بها المطاف في أوروبا.

مصادر مطلعة على تجارة الحبوب، ذكرت أن وسطاء أمريكيين يقومون بشراء القمح الأوكراني الذي يتم إخراجه بموجب “مبادرة زيلنسكي” بأسعار منخفضة جداً، ويتم إدخاله ضمن سلسلة طويلة من التحويلات لإخفاء منشأه، قبل أن يتم بيعه لاحقاً بالأسعار العالمية، الأمر الذي يحقق أرباحاً كبيرة للشركات الأميركية.

وخلال العام الماضي، تمكنت أوكرانيا، بفضل هذه المبادرة من تسويق 850 مليون طن من القمح، معظمها تم بيعها بأسعار بخسة لصالح شركات أمريكية، في حين تمكنت روسيا، المحاصرة اقتصادياً من الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، من تسويق أكثر من مليون طن، تم بيعها بالأسعار العالمية.

وتظهر عمليات تسويق الأقماح الروسية نجاح موسكو في تجاوز العقبات الأمريكية والأوروبية المستمرة أمام البضائع الروسية، بما فيها الحبوب، كما تظهر أحد الوجوه المخفية للتعامل الغربي مع “المبادرات الإنسانية”، التي تظهر الحقائق أنها مجرد ستار لتحقيق مزيد من الأرباح، تحت شعارات إنسانية.

روسيا وجيبوتي تتعاونان في مجال استكشاف الفضاء

اقرأ المزيد