أطلق عدد من السودانيين المقيمين في ليبيا منذ فترة طويلة مبادرة “إسناد” لمساعدة اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية التي تعصف بالسودان منذ أشهر.
ونجحت المبادرة في توفير فرص عمل للعديد من اللاجئين السودانيين من الرجال والنساء في مختلف القطاعات، بعدما أجبرت الحرب ملايين السودانيين على النزوح إلى دول مجاورة، من بينها ليبيا.
واستقبلت مدينة الكفرة الليبية، الواقعة على الحدود مع السودان، العديد من هؤلاء اللاجئين الذين عبروا الحدود عبر المثلث الحدودي، ومن بين هؤلاء اللاجئة السودانية مريم مهدي سليمان عمر، التي فرت من أم درمان مع أسرتها بعد تعرض منزلها للقصف في فبراير الماضي.
وتمكنت رغم الصعوبات من الوصول إلى الكفرة ومنها إلى بنغازي، حيث ساعدتها المبادرة في الحصول على وظيفة كعاملة نظافة بأحد المستشفيات.
وأكدت مريم أن ظروف العمل في ليبيا أفضل من الوضع الذي كانت تعيشه في السودان، على الرغم من أن الأجر لا يغطي جميع احتياجاتها، وأشارت إلى أنها تمكنت من الحصول على وظيفة بعد بيع خاتمها الذهبي لتغطية نفقات الرحلة إلى ليبيا.
من جهته، أوضح محمد المهدي محمد، رئيس مبادرة “إسناد” أن هذه المبادرة هي جهد شعبي لمساعدة النازحين السودانيين في ليبيا على إيجاد فرص عمل، دون أي دعم من الجهات الرسمية.
وأكد أن المبادرة جمعت بيانات نحو 700 أسرة سودانية بهدف توفير وظائف لهم في مجالات متنوعة، مثل العمل كسائقين أو حراس.
كما استفاد حافظ عبد الباقي عبد الله، وهو نازح آخر من الخرطوم، من المبادرة، بعد وصوله إلى ليبيا في نوفمبر الماضي، تمكن من العثور على عمل كسائق جرافة بفضل “إسناد”، ويتقاضى راتباً يبلغ 2500 دينار ليبي.
وتأتي هذه المبادرة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث تسببت الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في نزوح الملايين داخلياً وفرار مئات الآلاف إلى الدول المجاورة، بينما يعاني نصف سكان السودان من نقص حاد في الغذاء.
“حميدتي” يحظر صادرات السودان إلى مصر