في خطوة تمثل تحولا استراتيجيا في غرب إفريقيا، أعلن قادة مالي والنيجر وبوركينا فاسو، خلال قمة ثلاثية عقدت في العاصمة النيجرية نيامي، عن تأسيس بنك استثماري مشترك، يهدف إلى دعم مشاريع التنمية الكبرى وتكريس شراكة اقتصادية جديدة بين الدول الثلاث المنسحبة مؤخرا من تكتل “إيكواس”.
وبحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ، فإن البنك الجديد سيكون منصة تمويل مستقلة تركز على قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، بما يسهم في تقليص الاعتماد على المانحين الأجانب والمؤسسات المالية الغربية والإقليمية، وبناء نموذج اقتصادي قائم على الموارد المحلية والرؤية المشتركة.
ومن المقرر أن تساهم كل دولة من الدول الثلاث بنسبة 5% من إيراداتها الضريبية في رأس مال البنك الجديد، في خطوة تُترجم التزام التحالف بتعزيز التحكم الوطني في مسارات التنمية وتوفير بدائل تمويلية مستقلة لمشاريع استراتيجية.
ويمثل هذا المشروع أحدث حلقات التنسيق الاقتصادي بين دول “تحالف الساحل”، الذي أعلن عنه رسميا عقب انسحاب مالي والنيجر وبوركينا فاسو من “المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا” (إيكواس)، احتجاجا على ما اعتبروه انحيازا سياسيا من المنظمة الإقليمية وفشلا في دعم جهودهم الأمنية ضد الجماعات المسلحة المتطرفة.
ومنذ الخروج من “إيكواس” عام 2024، تحركت الدول الثلاث بشكل منسق نحو بناء تكتل بديل يجمع بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، عبر ما سمي بـ”تحالف دول الساحل”. ويهدف هذا التحالف إلى فرض نموذج تنموي خاص يرتكز على استثمار الموارد الطبيعية، وتوطين القرار الاقتصادي، وتبنّي سياسات تمويلية مغايرة للدعم الخارجي المشروط.
ووضعت حكومات الدول الثلاث خططا مشتركة لتطوير قطاعات حيوية مثل التعدين، والطاقة، والنقل، والبنى التحتية، في إطار سعيها لتعزيز التكامل الإقليمي.
وتأسست “إيكواس” في عام 1975 كمنظمة إقليمية تعنى بتعزيز التكامل الاقتصادي في غرب إفريقيا، وتضم 15 دولة عضوة، غير أن السنوات الأخيرة شهدت توترات متزايدة داخل المنظمة، لا سيما بعد تصاعد الانقلابات العسكرية في بعض الدول، وفرض “إيكواس” عقوبات اقتصادية وسياسية أثارت جدلا حول مدى حيادها وفعاليتها.
بوركينا فاسو تتجه لإعادة تفعيل عقوبة الإعدام
