05 ديسمبر 2025

في خطوة جديدة نحو تعزيز مكانتها كمركز صاعد في قطاع المعادن الاستراتيجية، افتتحت مالي اليوم الاثنين، ثاني منجم لليثيوم في البلاد بمنطقة بوغوني، بحضور رئيس المرحلة الانتقالية الجنرال أسيمي غويتا وكبار المسؤولين في الدولة.

ويعد المشروع، الذي تشغله شركة مناجم الليثيوم في بوغوني (LMLB SA)، محطة مفصلية ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد المعدنية، الرامية إلى تحقيق السيادة الاقتصادية وتقليص الاعتماد على العائدات التقليدية من الذهب.

ويأتي المنجم الجديد ثمرة شراكة ثلاثية بين شركة كودال للتعدين البريطانية وشركة هاينان الصينية التابعة لمجموعة فوسون، إلى جانب الحكومة المالية ومستثمرين محليين يمتلكون 35% من رأس المال.

وتبلغ الاستثمارات الأولية للمشروع 65 مليون دولار أمريكي (نحو 36 مليار فرنك إفريقي)، مع توقع إنتاج 120 ألف طن سنويًا من مركّز الإسبودومين خلال المرحلة الأولى.

وبحلول عام 2026، يُنتظر أن يصل الإنتاج الإجمالي من مشروعي بوغوني وغولامينا إلى 590 ألف طن سنويا، ما يجعل مالي أكبر منتج لليثيوم في أفريقيا.

وأكد الرئيس أسيمي غويتا خلال الحفل أن المشروع يجسد “رؤية مالي الجديدة القائمة على استغلال مواردها لصالح شعبها”، مشيرا إلى أن تطوير قطاع التعدين “ليس مجرد استثمار اقتصادي، بل خطوة نحو الاستقلال الوطني الكامل في إدارة الثروات الطبيعية”.

وشهد الحفل حضور رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وزيري المناجم والاقتصاد والمالية، وممثلين عن الصين والمملكة المتحدة، إضافة إلى السلطات المحلية وزعماء المجتمع المدني في بوغوني.

ومن جانبه، أعلن وزير المعادن المالي أن الحكومة ماضية في “تطهير قطاع التعدين من الفوضى والاحتكار”، كاشفا عن إلغاء 121 رخصة تعدين، من بينها 100 تصريح استكشاف، في إطار حملة لإعادة تنظيم القطاع وضمان الشفافية.

وأضاف أن الإصلاح يشمل أيضا تعزيز حماية البيئة، وضمان حقوق العمال، وتطبيق إلزامي لنسب المحتوى المحلي في عقود الشركات الأجنبية.

وأسهم المشروع حتى الآن في ضخ أكثر من 24 مليار فرنك إفريقي في الاقتصاد الوطني عبر مشتريات السلع والخدمات المحلية، و317 مليون فرنك إفريقي في مبادرات تنموية موجهة للمجتمعات القروية.

كما وفر المنجم 500 فرصة عمل مباشرة، ومن المقرر خلق 800 وظيفة إضافية خلال المرحلة الثانية، إلى جانب مساهمات مالية في صناديق التنمية المحلية والطاقة والمياه.

اختفاء حافلة سنغالية في مالي وسط مخاوف من هجوم مسلح

اقرأ المزيد