أعلنت شركة البحث واستغلال الموارد المعدنية في مالي (SOREM)، المملوكة بالكامل للدولة، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة “Flagship” الأمريكية لإعادة تشغيل منجم موريلا للذهب، الذي يعد أحد أضخم المشاريع المنجمية في غرب إفريقيا، بعد توقف دام خمس سنوات.
وجرت مراسم التوقيع الأربعاء الماضي، في العاصمة باماكو، بحضور وزير المناجم البروفيسور أمادو كيتا ووزير الاقتصاد والمالية ألوسيني سانو، إلى جانب وفود رسمية من الجانبين.
ووقّع الاتفاق كل من تيغوم تراوري المدير العام لشركة SOREM، ورون سلوتر الرئيس التنفيذي لشركة Flagship، التي ستدخل بموجب الاتفاق في رأس مال شركة موريلا، وتساهم في تمويل عمليات التحديث وإعادة التشغيل ونقل الخبرة التقنية إلى الكفاءات المحلية.
وقال وزير المناجم أمادو كيتا في كلمته إن الشراكة الجديدة تمثل “مرحلة مفصلية في استعادة مالي سيادتها الكاملة على مواردها الطبيعية”، مؤكدا أن الدولة بقيادة الرئيس الانتقالي الجنرال أسيمي غويتا تسعى لتحويل الثروات المنجمية إلى “رافعة للتنمية الوطنية وعدالة توزيع الثروة”.
ومن جهته، أوضح وزير المالية ألوسيني سانو أن منجم موريلا يشكل “ركيزة أساسية للاقتصاد المالي”، مشيراً إلى أن احتياطاته المؤكدة تبلغ نحو 2.5 مليون أوقية من الذهب، ما يجعله من أكبر المناجم في القارة، ويبرر اعتباره “أولوية وطنية” في برامج الإنعاش الاقتصادي.
وبحسب رئيس شركة Flagship، رون سلوتر، فإن الشراكة تهدف إلى “إدخال تكنولوجيا أمريكية متقدمة في التعدين والمعالجة المعدنية مع الالتزام بالمعايير البيئية والاجتماعية الدولية”، مؤكداً التزام شركته بـ“تدريب العمالة المحلية ودعم مشاريع التنمية المجتمعية” في محيط المنجم.
وتقدّر وزارة المناجم أن إعادة تشغيل موريلا ستساهم في رفع إنتاج الذهب الوطني الذي تراجع إلى 51 طناً عام 2024 مقارنة بـ66.5 طناً في 2023، نتيجة الإصلاحات الجارية في القطاع.
ويرى محللون أن هذا الاتفاق سيعزز استقرار الإنتاج المالي ويزيد عائدات الصادرات، فضلا عن خلق فرص عمل جديدة وتحسين مناخ الاستثمار.
ويأتي هذا التطور ضمن رؤية حكومية شاملة تهدف إلى بناء قطاع منجمي متكامل يضيف قيمة محلية للموارد، وتشمل الخطة إنشاء مصفاة وطنية للذهب في باماكو بطاقة معالجة تبلغ 200 طن سنويا، وتطوير مشروع الليثيوم في بوغولا بالشراكة مع مجموعة يورانيوم وان الروسية، مع تمكين SOREM من لعب دور مركزي في الاستكشاف والإنتاج والتسويق.
ويقع منجم موريلا في منطقة بوغوني جنوب البلاد، وأُنشئ عام 2000 بمساهمة مشتركة بين الدولة (20%) وشركتي Anglogold Ashanti وRandgold Resources (التي أصبحت لاحقاً Barrick Gold) بنسبة 40% لكل منهما.
وبلغ إنتاجه ذروته مطلع الألفية عند أكثر من 600 ألف أوقية سنوياً قبل أن تتراجع إنتاجيته تدريجياً إلى أن توقف في عام 2020.
وبعد انسحاب المستثمرين الأجانب، حاولت شركة فايرفينتش الأسترالية إحياء المشروع بإعادة معالجة المخلفات المنجمية دون نجاح يُذكر.
وفي عام 2024، استحوذت الحكومة المالية بالكامل على المنجم مقابل دولار رمزي واحد، لتصبح SOREM المالك الوحيد له، في خطوة عكست الرغبة في تأميم الثروات الاستراتيجية وإعادة هيكلة القطاع.
مالي تبدأ بيع الذهب من منجم تديره سابقاً شركة كندية في خطوة استثنائية
