العاصمة المالية باماكو ومدن كبرى في مالي تشهد حصاراً من جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بالقاعدة، ما زاد الأزمات المعيشية والاقتصادية وامتد إلى الأرياف مع توقف شبه كامل للعملية التعليمية.
ووفق شهادات من الداخل، ارتكبت الجماعة انتهاكات جسيمة شملت قتل وأسر عشرات الجنود وسائقي الشاحنات، بالإضافة إلى حرق شاحنات الوقود ومنع وصول المواد الغذائية إلى المدن الكبرى، ما أثر بشكل مباشر على قدرة المواطنين على التنقل وتأمين مستلزماتهم اليومية.
ووصف الإعلامي الأزوادي عبد الله آغ الأوضاع قائلاً: “شهدت المدن عمليات انتهاكات أسفرت عن مقتل وأسر عشرات الجنود والسائقين، وحرق لشاحنات الوقود، ما أدى إلى شح كبير في الوقود، وامتدت الصفوف للحصول عليه إلى نحو ثلاثة كيلومترات تقريباً”.
وأشار إلى أن الحصار تصاعد منذ مطلع سبتمبر 2025 ، حيث منعت الجماعة إدخال الوقود عبر جميع الدول المصدرة مثل السنغال وكوت ديفوار وغينيا، ونفذت هجمات متعددة أسفرت عن إحراق مئات الشاحنات، ما تسبب في نقص حاد في الوقود في العاصمة وجنوب وغرب البلاد.
وأضاف آغ أن الحصار أدى إلى توقف التعليم والنقل البري بالكامل، وأثار مخاوف دولية واسعة، إذ دعت 14 دولة غربية وآسيوية، أبرزها الولايات المتحدة، مواطنيها إلى مغادرة مالي فوراً، فيما وضعت دول أخرى البلاد تحت التحذير الأحمر وطلبت من مواطنيها عدم السفر إليها، كما طالبت بريطانيا والولايات المتحدة أعضاء سفارتيهما غير الأساسيين بمغادرة البلاد.
ويشير المراقبون إلى أن استمرار الحصار يهدف إلى زعزعة استقرار نظام العقيد أسيمي غويتا، الذي رفع رتبته العسكرية إلى جنرال، وفرض ضغوطاً على الحكومة المالية للسيطرة على البلاد، بما يمهد لتحقيق أهداف الجماعة السياسية والأمنية.
(الإيكواس) توافق على انضمام دول الساحل إلى مجموعة مكافحة غسل الأموال
