أعلنت مالي اعتقال 20 عسكرياً، بينهم شخصيات رفيعة، للاشتباه في تورطهم بمحاولة انقلابية، مما يعكس توتر الوضع السياسي، تأتي الاعتقالات وسط تحديات اقتصادية وأمنية، وتأجيل الانتخابات المقررة في مارس 2024.
شهدت مالي موجة اعتقالات طالت عشرين عسكرياً على الأقل، بينهم شخصيات رفيعة المستوى، على خلفية اشتباه في تورطهم بمحاولة للإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم.
وتأتي هذه التحركات في ظل أجواء سياسية متوترة، حيث يواجه البلد تحديات أمنية واقتصادية حادة، بينما يتعرض المعارضون لملاحقات متزايدة.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس بأن الاعتقالات جرت على مدار ثلاثة أيام، وطالت عناصر يشتبه في مشاركتهم بمحاولة “زعزعة استقرار المؤسسات”.
ومن بين الموقوفين الجنرال عباس ديمبيله، الحاكم السابق لمنطقة موبتي، والذي يُعتبر شخصية بارزة داخل المؤسسة العسكرية.
ووفقاً لأحد أقاربه، تم اعتقاله صباح الأحد من بلدة كاتي القريبة من العاصمة باماكو، دون إبلاغه بأسباب التوقيف.
وأكد مصدر عسكري أن هذه الإجراءات كانت “ضرورية” لمواجهة ما وصفه بمحاولة لزعزعة الأمن، في وقت تشهد فيه مالي حساسية سياسية متصاعدة منذ الانقلابين العسكريين في 2020 و2021.
وتعيش مالي حالة من التضييق السياسي، حيث قامت السلطات بحل منظمات معارضة وفرضت قيوداً على النشاط السياسي، وسط خطاب رسمي يدعو إلى “الالتفاف حول المجلس العسكري”.
ويأتي هذا في ظل استمرار الأزمة الأمنية الناجمة عن التمرد الجهادي الذي تعاني منه البلاد منذ 2012، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي.
وكان المجلس العسكري قد وعد سابقاً بإعادة الحكم المدني عبر انتخابات رئاسية في مارس 2024، لكنه أعلن لاحقاً تأجيلها إلى أجل غير مسمى، مما أثار انتقادات محلية ودولية، خاصة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، التي تفرض عقوبات على البلاد منذ 2022.
وتُعتبر هذه الاعتقالات مؤشراً على عدم استقرار الوضع الداخلي داخل المؤسسة العسكرية نفسها، حيث تتنامى الانقسامات بين مؤيدي المجلس الحاكم ومن قد يسعون إلى تغيير موازين القوة.
وفي ظل استمرار تأجيل الانتخابات وغياب رؤية واضحة للانتقال السياسي، تبقى مالي في دائرة عدم اليقين، مع تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية التي تهدد استقرارها على المدى المنظور.
دفعة ترحيل جديدة للمهاجرين من بنغازي الليبية
