نظم مئات اللاجئين السودانيين في مخيم تولوم بتشاد مظاهرة سلمية للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة عن الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، وأعربوا عن قلقهم من عدم صرف مستحقات مارس، مطالبين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتحرك.
شهد مخيم تولوم للاجئين في شمال شرق تشاد يوم الاثنين مظاهرة سلمية نظمها مئات من اللاجئين السودانيين، حيث طالبوا بصرف مستحقاتهم المالية عن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وجاءت هذه الاحتجاجات في ظل بدء صرف مستحقات شهري يناير وفبراير، بينما لا يزال مصير مستحقات شهر مارس مجهولاً، مما أثار مخاوف اللاجئين من احتمال عدم صرفها.
وأكدت فاطمة فضل جاسر، المتحدثة باسم اللاجئين في المخيم، أن هذه الوقفة الاحتجاجية تستهدف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تشاد وفرع مكتب الطينة.
وأشارت إلى أن اللاجئين يعبرون عن قلقهم من التأخير المستمر في صرف المستحقات، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
أوضحت فاطمة أن الاعتصام كان سلمياً، حيث يسعى اللاجئون إلى المطالبة بحقوقهم المشروعة في الحصول على المستحقات المالية التي تُعد مصدرًا رئيسياً لدعمهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
كما أشارت إلى أن بعض اللاجئين الجدد قد حصلوا على بطاقات لصرف مستحقاتهم، إلا أن هذه المستحقات لم تُصرف حتى الآن، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على ذلك، مما يزيد من معاناتهم.
طالبت فاطمة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بضرورة الأخذ بعين الاعتبار ظروف شهر رمضان، وتوزيع المستحقات بشكل عاجل.
كما شددت على أهمية التركيز على أوضاع اللاجئين في المخيم، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية دون أي مصادر دخل.
ويأتي هذا الاحتجاج في ظل استمرار القتال في السودان منذ أبريل 2023، مما أدى إلى نزوح حوالي 3.3 مليون سوداني إلى الدول المجاورة، بما في ذلك تشاد، وتستضيف تشاد العديد من المخيمات التي تضم حوالي مليون لاجئ سوداني، وفقاً لأحدث تحديث من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويعيش اللاجئون السودانيون في تشاد في ظروف إنسانية صعبة، حيث يعتمد الكثيرون على المساعدات المالية التي تقدمها المنظمات الدولية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
ويُعد تأخر صرف هذه المستحقات تحدياً كبيراً لهم، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم وجود مصادر دخل بديلة.
ودعت فاطمة المجتمع الدولي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تسريع عملية صرف المستحقات المالية، وتوفير الدعم اللازم للاجئين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي يشهد عادة زيادة في الاحتياجات المعيشية.
كما طالبت بتحسين الظروف المعيشية في المخيمات، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم للاجئين، وخاصة الأطفال.
مع استمرار الأزمة في السودان، يُتوقع أن تزداد أعداد اللاجئين في تشاد، مما يزيد من الضغط على الموارد والخدمات المتاحة، ويُعتبر توفير الدعم المالي والعيني للاجئين خطوة أساسية لضمان استقرارهم وتخفيف معاناتهم، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.
تُظهر هذه الاحتجاجات التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاجئون السودانيون في تشاد، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخلات إنسانية عاجلة لضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية.
كما تُعد دعوة للمجتمع الدولي لزيادة الدعم المقدم للاجئين، وضمان عدم نسيانهم في خضم الأزمات الإقليمية والدولية.