في مشهد إنساني صادم، وجدت مئات العائلات السودانية نفسها بلا مأوى في شوارع مدينة سبها، جنوب ليبيا، بعد تنفيذ السلطات المحلية حملة أمنية واسعة أدت إلى إزالة وتدمير المخيمات التي كانت تأويهم.
وجاءت الحملة التي نفذتها لجنة إعادة تنظيم الجنوب التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان، تحت ذريعة مكافحة الهجرة غير النظامية وإزالة البناء العشوائي، لكنها خلفت كارثة إنسانية طالت بالدرجة الأولى النساء والأطفال.
ووفقا لناشطين ليبيين، جرت عملية الإخلاء دون سابق إنذار، وتم خلالها إحراق عدد من الخيام، ما أدى إلى تشتيت نحو 400 عائلة سودانية في العراء دون توفير بدائل سكنية أو مساعدات طارئة.
وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت لاجئين يحملون ما تبقى من أمتعتهم ويتنقلون في شوارع المدينة، بينما لجأ بعضهم إلى البراري القريبة بحثا عن مأوى.
وفي سياق متصل، وصف الحقوقي الليبي طارق لملوم العملية بـ”المعيبة والمخالفة لكل القيم الإنسانية”، مؤكدا أن ما جرى هو “طرد قسري لمئات العائلات الفارّة من الحرب في السودان، دون أي خطة إيواء أو دعم”، محذرا من المخاطر الإنسانية التي تواجهها تلك العائلات، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه.
وتأتي هذه الحملة في وقت تشير فيه التقديرات الرسمية إلى دخول أكثر من 1000 لاجئ سوداني يوميا إلى الأراضي الليبية، فيما تشير بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن السودانيين يشكلون نحو 18% من إجمالي المهاجرين في ليبيا.
وفيما تتواصل النداءات على مواقع التواصل الاجتماعي من لاجئين ومتطوعين لتدخل المنظمات الإنسانية بشكل عاجل، لا يزال المئات من هؤلاء النازحين يبيتون تحت السماء المفتوحة دون طعام أو ماء أو خدمات طبية.
ليبيا.. الدبيبة يستحدث إدارة بوزارة الداخلية لحماية “الآداب العامة”
