05 ديسمبر 2025

مئات المتظاهرين خرجوا في العاصمة التونسية، أمس الجمعة، في مسيرة احتجاجية حاشدة ضد الرئيس قيس سعيّد، متهمين إياه بتحويل البلاد إلى “سجن مفتوح” في ظل ما وصفوه بـ”انزلاق خطير نحو الحكم الفردي والاستبداد”.

وتجمع المحتجون أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، قبل أن ينطلقوا في مسيرة نحو شارع الحبيب بورقيبة، تحت شعار: “الجمهورية سجن كبير”، رافعين صور معتقلين سياسيين، ولافتات تطالب بإطلاق سراح الصحافيين، والمحامين، والنشطاء المحتجزين.

وتزامنت التظاهرة مع الذكرى الرابعة لإجراءات 25 يوليو 2021، التي قام فيها سعيد بحل البرلمان المنتخب، وشرع في الحكم عبر مراسيم رئاسية، وهو ما تعتبره المعارضة “انقلابا ناعما على الديمقراطية”.

وردد المتظاهرون شعارات معارضة، من بينها: “لا خوف لا رعب.. الشارع ملك الشعب”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، كما ظهرت لافتات تنتقد ما وصفوه بـ”التغوّل القضائي” وتكميم الأصوات، من بينها: “هذه مش دولة.. هذه ضيعة محروس”.

وقالت منية إبراهيم، زوجة السياسي المعتقل عبد الحميد الجلاصي، إن الهدف الأساسي من الحراك هو “مقاومة الاستبداد واستعادة المسار الديمقراطي”، مؤكدة أن “المطلب الفوري هو الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين”.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في وتيرة الاعتقالات، شملت شخصيات بارزة، من بينها: راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، وعبير موسي، زعيمة الحزب الدستوري الحر، ومحامون وصحافيون معروفون، يواجهون جميعا تهما بموجب قوانين مكافحة الإرهاب أو التآمر، وبعضهم اعتقل بسبب تصريحات إعلامية أو تدوينات.

وفي تصريح سابق عام 2023، وصف الرئيس سعيد خصومه بأنهم “خونة وإرهابيون”، واعتبر أن القضاة الذين يسعون لتبرئتهم “شركاء في الجريمة”، مؤكدا أن ما يقوم به يندرج ضمن “مكافحة الفساد السياسي” وليس انتهاكًا للعدالة، رافضًا الاتهامات بالتدخل في القضاء.

ورغم ذلك، تواصل المعارضة تحميل الرئيس مسؤولية ما تسميه تقويض استقلالية القضاء، مشيرة إلى قراراته السابقة مثل حل المجلس الأعلى للقضاء في عام 2022، وإقالة عشرات القضاة، في سياق اعتبرته محاولة لتطويع الجهاز القضائي لصالح الحكم الفردي.

تونس.. تصاعد التوتر بعد تصريحات مثيرة للجدل من رئيس هيئة الانتخابات (فيديو)

اقرأ المزيد