المؤثرة المغربية مايسة سلامة الناجي أثارت جدلاً واسعاً بعد إعلانها عزمها الترشح للبرلمان، في خطوة قد تفتح باباً لمشاركة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في العمل السياسي الرسمي.
وأكدت الناجي أن ترشحها يأتي لرغبتها في إيصال صوتها وصوت المواطنين من داخل المؤسسة التشريعية، في ظل خلفية فكرية تحوّلت فيها من مناصرة الإسلام السياسي إلى الدفاع عن الحريات الفردية، بما في ذلك مسألة خلع الحجاب، ما أسهم في شهرتها كمؤثرة قبل أن تثير الجدل بإعلانها الدخول إلى السباق البرلماني.
وأعلن حزب التقدم والاشتراكية الذي ستترشح باسمه الترحيب بخطوتها، عبر الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، مشيراً إلى انفتاح الحزب على الطاقات الجديدة.
وفي هذا السياق، رأى أستاذ العلاقات الدولية د. تاج الدين الحسيني أن المشهد السياسي المغربي يشهد تحولات لافتة في مواقف الشباب، الذين يعيدون تموضعهم بين التيارات الفكرية والحزبية، معبرين عن وعي سياسي متزايد وقدرة على مساءلة المرجعيات التقليدية والانخراط في النقاش العمومي بجرأة.
وأضاف أن تجربة شخصيات عامة كمثل مايسة الناجي، التي انتقلت من مواقف مرتبطة بالمرجعية الإسلامية إلى الانفتاح على قضايا المجتمع المدني، تضيف قيمة للنقاش السياسي وتطرح بدائل عملية في مجالات الحكامة والعدالة الاجتماعية وتطوير الأداء المؤسساتي.
ومن جانبه، قال سعيد أقداد، عضو المكتب السياسي والمكلف بالتواصل بحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لوكالة “سبوتنيك”، إن الجدل المثار حول إعلان الناجي لا يعكس حقيقة الموقف، معتبراً أن الخطوة تعبير عن رغبة مواطنة حقيقية في الانخراط السياسي.
وأوضح أن الناجي عبّرت عن استعدادها للترشح عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستندة إلى مراجعات فكرية وقناعات شخصية تتقاطع مع توجهات الحزب التقدمية واليسارية، مؤكداً أن الحديث عن تزكية رسمية أو قبول نهائي للترشيح سابق لأوانه.
وأشار أقداد إلى أن الفضاء الرقمي أصبح منصة مركزية للنقاش السياسي، وأن مشاركة المؤثرين فيه تسهم في إثراء النقاش العام وتشجع على الانخراط السياسي، شرط أن يكون تأثيرهم مبنياً على وعي ثقافي وتوجهات بنّاءة.
كما شدد على أن مشاركة المؤثرين ليست ضماناً لنتائج انتخابية، لكنها خطوة نحو محاربة العزوف السياسي وإعادة الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحزبية، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية فيما يتعلق بالحريات والانفتاح الديمقراطي.
وحزب التقدم والاشتراكية، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 80 سنة، حافظ على ديناميته التنظيمية، مدافعاً عن قضايا المرأة والهوية الأمازيغية، ويستمر في تنظيم اجتماعات مكتبه السياسي وإصدار بلاغات أسبوعية، ما يعكس انفتاحه على مختلف الفئات الاجتماعية ورغبتها في استقطاب الطاقات الشابة.
