حظي مؤتمر القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” التأسيسي، بحضور واهتمام محلي ودولي كبيرين، ووُصف بأنه بداية جيدة لتوحيد الجبهة المدنية وإيقاف الحرب في السودان.
انطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يوم الاثنين، المؤتمر التأسيسي لتنسيقية “تقدم”، تحت شعار “وحدتنا تصنع السلام”، بمشاركة أكثر من 600 شخص من داخل السودان وخارجه، يمثلون قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وقطاعات مهنية وإدارات أهلية وطرق صوفية، كما شهد حضوراً دولياً كبيراً.
وأكد رئيس تنسيقية “تقدم” عبد الله حمدوك، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أنهم ليسوا منحازين لأي طرف من أطراف الحرب في السودان، وقال: “لكننا غير محايدين تجاه قضايا المدنيين والتحول المدني الديمقراطي”.
وأضاف حمدوك: “يجب على الطرفين أن يعودوا لرشدهم ويوقفوا الحرب بشكل فوري ويذهبون للتفاوض لإيقاف معاناة الشعب السوداني”، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على طرفي الصراع لإيصال المساعدات الإنسانية من غير قيد أو شرط.
وكشف حمدوك استمرار جهود القوى المدنية لوقف الحرب والشروع في بناء جبهة موحدة ضد الحرب، مشيراً إلى دعوات موجهة إلى القوى المدنية والسياسية ولجان المقاومة، والتواصل مع الحركة الشعبية شمال، وحركة جيش تحرير السودان، وحزب البعث، والحزب الشيوعي، ومجموعة مناوي.
واعتبر حمدوك أن “تقدم” خطوة في الاتجاه الصحيح نحو توحيد القوى المدنية، وأن التنسيقية هي بداية لخلق جبهة مدنية تعمل على وقف الحرب وضمان بقاء الدولة السودانية فوق كل الخلافات الأيديولوجية والسياسية.
واقترح رئيس التنسيقية إقامة مؤتمر مائدة مستديرة لحل جميع القضايا الوطنية، متعهداً بالعمل ليلاً ونهاراً لوقف الحرب وإعادة الأمن والأمان للسودانيين.
وفي كلمة له أمام أعمال المؤتمر التأسيسي، أكد رئيس اللجنة التحضيرية، صديق الصادق المهدي، اعتقال عدد من أعضاء “تقدم” في مدينة سنار ومصادرة جوازات سفرهم أثناء توجههم إلى إثيوبيا لحضور المؤتمر، كما أشار إلى توقيف آخرين في ولاية القضارف ومنعهم من المغادرة.
وأشار إلى استمرار لجنة الاتصال السياسي في التواصل مع القوى والأجسام المدنية الرافضة للحرب والداعية لإيقافها، للانضمام إلى التحالف.
وفي كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر التأسيسي، دعا رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، العالم إلى عدم الاعتراف بحكومة بورتسودان، وحث طرفي الحرب على الانصياع لمبادئ القانون الدولي والإنساني.
واعتبر إدريس أن “استمرار حكومة بورتسودان غير الشرعية سيكون سببا في تقسيم السودان” وفق تعبيره، مؤكداً أن الحل السلمي لأزمة البلاد يتمثل في وقف الحرب، ووضع ترتيبات سياسية جديدة لضمان وحدة البلاد.
ومن جهتها، أكدت ممثلة القوى السياسية، أسماء محمود محمد طه، خلال افتتاح المؤتمر، أن التركيز سيكون على تحقيق العدالة الانتقالية لضحايا حرب 15 أبريل.
وأشارت إلى أن المؤتمر يمثل بداية لحراك يهدف إلى تحقيق أهداف الثورة والسعي لوقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، وتأسيس الدولة السودانية من جديد بعد التدمير الذي طالها.
وفي سياق متصل، كشف ممثل المفصولين والمعاشيين في القوات المسلحة، الفريق مجذوب محمد، عن تنظيم جديد يهدف إلى تحقيق وحدة القطاع الأمني والعسكري تحت مسمى “تضامن”، ويضم متقاعدي القوات المسلحة والشرطة والأمن وفق أسس الدولة المدنية الديمقراطية، متوقعاً التوصل إلى نتائج جيدة قريباً.
ويخوض السودان حرباً مدمرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
السودان.. 20 ألف شخص ينزحون من بيوتهم كل يوم