عُقد في مدينة بنغازي بشرق ليبيا المؤتمر الأوروبي الإفريقي لمناقشة سبل التصدي للهجرة غير النظامية من ليبيا إلى أوروبا.
ودعا المؤتمر الذي انطلقت جلساته السبت، الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بحضور وفود رسمية من دول أوروبا وإفريقيا.
وأعلن وزير الخارجية بالحكومة عبد الهادي الحويج أن المؤتمر يهدف إلى جمع الأطراف المختلفة من إفريقيا وشمال إفريقيا وأوروبا لإيجاد حلول غير تقليدية لمعالجة قضية الهجرة.
وشهدت ليبيا سابقاً مؤتمرات دولية مماثلة تناولت قضية الهجرة غير الشرعية، لكن الأزمة لا تزال مستمرة لأسباب عدة.
ودعا المتابعون لملف الهجرة إلى القضاء على سوق السمسرة في المهاجرين المنتشرة في معظم المدن الليبية، مشيرين إلى وجود تجارة رائجة تديرها عصابات ومجموعات مسلحة وأحياناً جهات أمنية رسمية.
وأظهرت إحصاءات الأمم المتحدة أن ليبيا تؤوي قرابة 704 آلاف مهاجر من 43 جنسية، وفقاً لبيانات جُمعت من 100 بلدية ليبية في منتصف عام 2023.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في مارس الماضي عن العثور على جثث 65 مهاجراً في مقبرة جماعية جنوب غربي ليبيا.
وأوضح أسامة حمّاد، رئيس الحكومة، أمام المؤتمر أن الحلول المستدامة لقضايا الهجرة تتطلب تبنيها من دول المصدر والعبور والاستقبال، ودعا إلى خلق برامج تطوير وتنمية في دول المصدر لتوفير حياة آمنة ومستقرة ومنع خيار الهجرة.
وانتقد حماد السياسات الخاطئة لبعض دول الاستقبال في اعتراض وإنقاذ المهاجرين، مما أدى إلى مقتل آلاف منهم في عرض البحر.
وشدد على ضرورة إنشاء كيان أوروبي – إفريقي لمراقبة تشغيل اليد العاملة وضمان حقوق العاملين من خلال الهجرة النظامية.
وأفادت الأجهزة الأمنية بشرق وغرب ليبيا عن استمرار وجود عصابات تتاجر في البشر، مما يؤدي إلى عمليات واسعة لتهريب المهاجرين.
وأكد طارق لملوم، الحقوقي الليبي ورئيس مؤسسة “بلادي لحقوق الإنسان”، على تزايد نشاط المجموعات المسلحة في تهريب المهاجرين، مشيراً إلى تورط غالبية الأطراف في هذه العمليات.
ونفذ الجيش الوطني والأجهزة الأمنية حملات أمنية لحماية المهاجرين وتخليصهم من قبضة العصابات، ودعا حماد إلى إنشاء المرصد الأوروبي – الإفريقي للهجرة لمراقبة تشغيل الأيدي العاملة وضمان حقوق العاملين.
وأفادت قوة أمنية ليبية بتحرير 107 مهاجرين، من بينهم نساء وأطفال، من الأسر في بلدة بجنوب شرقي ليبيا في 7 مايو الحالي.
وأعلن وليد العرفي، المتحدث باسم الإدارة العامة للبحث الجنائي في بنغازي، أن المهاجرين احتُجزوا لمدة تصل إلى 7 أشهر وكانوا يرغبون في الهجرة إلى أوروبا. معظمهم من الصومال.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة نهاية الأسبوع الماضي عن إعادة 80 ألف مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم عبر “نظام العودة الطوعية الإنسانية” منذ عام 2015.
رفض ليبي لمحاولات خوري إعادة نمط التدخل الأمريكي في البلاد