المنظمة الدولية للهجرة تعلن عن وفاة 25 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، بعدما أغرق تجار البشر قاربهم عمداً قبالة سواحل جزر القمر، تحديداً بين جزيرة أنجوان وجزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي.
وأوضح بيان المنظمة أن القارب الذي غرق في وقت متأخر من يوم الجمعة كان على متنه نحو 30 شخصاً، من جنسيات متعددة، بينهم سبع نساء وستة أطفال على الأقل، وقد تم إنقاذ خمسة ناجين فقط بواسطة صيادين محليين صباح يوم السبت.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في بيانها أن مأساة الغرق هذه تأتي على طريق هجرة يُستخدم بكثرة، حيث قضى آلاف الأشخاص نحبهم خلال العقود الأخيرة وهم يحاولون العبور من جزر القمر إلى مايوت.
وأشارت المنظمة إلى أن جزيرة أنجوان، التي تقع ضمن جزر القمر، تبعد حوالي 70 كيلومتراً عن جزيرة مايوت، التي أصبحت قسماً من فرنسا في عام 2011.
ورغم أن مايوت تُعتبر أفقر قسم فرنسي، إلا أن العديد من المهاجرين يدفعون أموالاً للمهربين للقيام بالعبور الخطير على متن قوارب صيد متهالكة تُعرف محلياً باسم “كواسا كواسا”.
ووفقاً لتقديرات المنظمة، يعيش حوالي نصف سكان جزر القمر تحت خط الفقر، مما يدفع الكثيرين للبحث عن فرص أفضل في مايوت، حيث يمكنهم الحصول على رعاية اجتماعية فرنسية.
وحسب بيانات مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن ما بين 7000 و10000 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العبور من جزر القمر إلى مايوت بين عامي 1995 و2012.
وأوضحت الإحصائيات الفرنسية أن حوالي 95% من المهاجرين في مايوت هم من جزر القمر، ويشكل المهاجرون نحو نصف عدد السكان البالغ حوالي 320 ألف نسمة.
وتعد حادثة غرق القارب الأخيرة واحدة من عدة حوادث مشابهة وقعت في الأشهر القليلة الماضية، ففي سبتمبر الماضي، اختفى قارب على متنه 12 شخصاً، بينهم طفلان وامرأة حامل، في طريقه من أنجوان إلى مايوت.
كما فقد ثمانية أشخاص حياتهم في أغسطس، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، وتجسد هذه الحوادث المأساوية الأزمة الإنسانية التي تواجهها جزر القمر ومايوت على حد سواء.
الرئيس الجزائري يؤكد عدم قبول التنازل في ملف الذاكرة مع فرنسا