05 ديسمبر 2025

نهشت كلاب ضالة في الجزائر طفلة تبلغ ثلاث سنوات حية، مما أثار فزعًا وجدلًا حول ضرورة القضاء على الحيوانات الضالة، وقعت الحادثة في المسيلة، حيث جرّت الكلاب الطفلة لمئة متر، ولم تُترك سوى بقايا ثيابها.

أودت هجمة شرسة لكلاب ضالة بحياة طفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها في حي مزرير ببلدية المسيلة (230 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الجزائر)، في حادثة مروعة أثارت صدمة عميقة وأعادت الجدل حول كيفية معالجة أزمة الحيوانات الضالة في البلاد.

وفقاً للبيانات الأولية، تعرضت الطفلة للهجوم من قبل مجموعة من الكلاب الضالة التي نهشت جسدها وهي على قيد الحياة، وجرّتها لمسافة تصل إلى مائة متر، ولم تترك الكلاب من الضحية الصغيرة سوى بقايا ملابسها، في مشهد وصفت وسائل إعلام محلية أنه “مفزع” و”مؤلم”.

أثارت الحادثة موجة من الحزن والغضب بين سكان المنطقة، كما هزت مشاعر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء الجزائر.

وتحول الحادث المأساوي إلى شرارة أعادت إشعال الجدل بين فريقين: فريق يطالب بـ”تطهير الشوارع” من الحيوانات الضالة بشكل عاجل، وفريق آخر يدعو إلى تبني حلول “أكثر إنسانية”.

من جانبه، حذر الدكتور محمد كواش، المختص في الصحة العمومية، من خطورة تفشي ظاهرة الحيوانات الضالة، مشيراً إلى أن “فصل الخريف هو فترة تكاثر هذه الحيوانات مما يزيد من خطورتها”.

وأوضح كواش في تصريح لـ”العربية.نت” أن “أمن وسلامة المواطنين أولى من الحيوانات”، مقترحاً حلولاً تتمثل في “تلقـيحها أو القضاء عليها أو نقلها إلى محميات وأماكن معزلة”.

كما نبه المختص الصحي إلى خطر مميت آخر يتمثل في “تفشي داء الكلب”، موضحاً أن هذا الداء “قاتل ولا علاج له”، وأن المصاب به “يعيش من 24 إلى 48 ساعة فقط بعد ظهور الأعراض” في حال عدم تلقي العلاج خلال 45 يوماً من التعرض للعضة أو الخدش.

في المقابل، أطلق ناشطون في مجال حقوق الحيوان حملة أسموها “عمي تبون احمي العقون” (أي: أبكم تريد حماية الأبكم)، في إشارة إلى أن الحيوان لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

وعلقت الناشطة في مجال حقوق الحيوان والبيطرية سليمة بلعمري على الجدل القائم، مؤكدة أن “هناك مغالطة عند من يوازنون بين حياة الإنسان وحياة الحيوانات”، مضيفة: “نحن لا نطالب بهذا، ولكن بتصحيح الوضع دون المساس بحقوق الحيوان أصلاً”.

ودعت بلعمري إلى “تكثيف حملات التلقيح ضد داء الكلب، وتجميع الحيوانات الضالة داخل مراكز خاصة”، مع التشديد على أهمية “التشاور مع الجمعيات والناشطين والأطباء والبياطرة” لوضع حلول متوازنة.

كما تنقل والي ولاية المسيلة نجم الدين طيار إلى مسكن عائلة الطفلة الضحية لتقديم التعازي، حيث اطلع على تفاصيل الحادثة المأساوية.

وأكد المسؤول في بيان للصحافة على “متابعة الملف عن قرب واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة ظاهرة الكلاب الضالة وحماية المواطنين”.

حملة إعلامية فرنسية ضد الجزائر

اقرأ المزيد