05 ديسمبر 2025

تشهد السواحل الليبية تصاعداً مقلقاً في حوادث غرق المهاجرين، حيث أظهرت التقارير زيادة التدفقات مع تسجيل وفيات عديدة، وقد أنقذت السلطات مؤخراً العشرات، بينما تُشير التحليلات إلى استغلال الأزمة سياسياً من قبل الجماعات المتصارعة.

ما زالت السواحل الليبية تشهد فصولاً مأساوية متكررة مع استمرار تدفق المهاجرين عبر الحدود المفتوحة للبلاد، حيث تتكشف يوماً بعد يوم فداحة الأزمة الإنسانية التي يعيشها آلاف الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن مستقبل أفضل.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، سجلت الحوادث البحرية للمهاجرين أرقاماً صادمة.

ففي الثالث من أغسطس الجاري، أنقذت السلطات الليبية 58 مهاجراً تقطعت بهم السبل قبالة سواحل مدينة زوارة بعد أن ظلوا عالقين في البحر لأربعة أيام كاملة.

وقبل ذلك بيوم واحد، نجحت عملية إنقاذ دولية مشتركة في إنقاذ 37 مهاجراً كانوا على وشك الغرق.

لكن لم تنته جميع الحوادث بنهاية سعيدة، ففي نهاية يوليو الماضي، تحول حلم عشرات المهاجرين إلى كابوس عندما غرق قاربهم قبالة مدينة طبرق، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً على الأقل واختفاء نحو 50 آخرين، فيما نجا عشرة فقط من تلك المأساة.

ويكشف المحامي أبو بكر بلوزة، المهتم بقضايا الهجرة، عن جانب مظلم للأزمة حيث يشير إلى أن “سلطات الشرق والغرب في ليبيا تستغلان ملف الهجرة كورقة ضغط سياسية”.

فمن ناحية، تتهم السلطات في الشرق بفتح الحدود الجنوبية أمام تدفق المهاجرين كوسيلة للضغط على أوروبا، بينما تحاول السلطات في الغرب تقديم نفسها كشريك قادر على إدارة الأزمة من خلال عمليات الإنقاذ.

وتصاعدت حدة الاتهامات الدولية، حيث وجه مسؤولون إيطاليون ويونانيون اتهامات لسلطات الشرق بالوقوف وراء زيادة أعداد المهاجرين المتجهة إلى شواطئ بلادهم.

وفي إشارة إلى تعقيد الموقف، أعلنت حكومة الشرق طرد وفد أوروبي رفيع كان يزور بنغازي لمناقشة ملف الهجرة، بحجة عدم وجود تأشيرات دخول لهم.

ويحذر الخبراء من أن ليبيا تتحول إلى “مخزن كبير للمهاجرين” قد ينفجر في أي لحظة، خاصة مع تزايد أعداد المحتجزين في مراكز الإيواء التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة.

وتجاهل الأسباب الجذرية التي تدفع الناس للمخاطرة بحياتهم، وإهمال معالجة جذور الأزمة لصالح الحسابات السياسية الضيقة، يهدد بتفاقم المأساة الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.

هذه الصورة القاتمة تظهر كيف أصبحت حياة الآلاف من البشر رهينة صراعات سياسية ونفوذ، في وقت تتحول فيه ليبيا إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية على حساب كرامة الإنسان وحقه في الحياة.

ليبيا تستعد لإصدار مناقصة دولية للتنقيب عن النفط والغاز

اقرأ المزيد