لقيت شابة (21 عاماً) حتفها إثر سقوط قذيفة على منزلها في طرابلس، قبل زفافها المقرر بأشهر قليلة، وقدم طبيب ليبي شهادة مؤثرة عن الحادثة وعبّر عن ألمه لرؤية والد الضحية يبكي عند استلام الجثمان، مشيراً إلى أن المدنيين الأبرياء هم ضحايا الصراع المستمر في ليبيا.
في مشهد مؤلم يعكس المأساة الإنسانية المستمرة في العاصمة الليبية، لقت شابة في ريعان شبابها مصرعها إثر سقوط قذيفة على منزلها في منطقة طريق الشوك – عين زارة، خلال الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي شهدتها طرابلس.
الفتاة التي لم تتجاوز الحادية والعشرين من عمرها، كانت الابنة الوحيدة بين إخوتها، وتستعد لبدء حياة جديدة مع خطيبها، حيث كان مقرراً إقامة حفل زفافها خلال الأشهر القليلة المقبلة. لكن أحلامها تبخرت في لحظة قاسية ستظل عالقة في أذهان من عايشوا المأساة.
وفي شهادة مؤثرة، كشف طبيب ليبي عن التفاصيل الأليمة للحادثة، حيث كان من بين الفريق الطبي الذي استقبل جثمان الضحية.
وقال الطبيب في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: “كانت من أصعب اللحظات التي مررت بها في حياتي المهنية، رغم تحفظي الشديد على هذه الحرب الدائرة بين الإخوة الليبيين”.
وأضاف الطبيب، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “لم أستطع التحكم في مشاعري عندما رأيت والدها وأخاها ينهاران بالبكاء عند استلام الجثمان، فشاركتهم أحزانهم بما استطعت من وسائل”.
ونشر الطبيب شهادته على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، مؤكداً أن هذه الحادثة ليست سوى واحدة من سلسلة مآسٍ متكررة، حيث كتب: “أروي هذه الواقعة كشاهد عيان، وهي للأسف ليست حالة فردية، فالكثير من المدنيين الأبرياء يدفعون ثمن هذا الصراع في مختلف مناطق العاصمة، دون أي حماية تذكر أو محاسبة للجناة”.
واختتم الطبيب منشوره بتساؤل أليم: “بأي ذنب قُتلت هذه الفتاة؟ كانت تنتظر فستان زفافها، لا أن تلقى حتفها بشظايا حرب لا تعرف أطرافها ولا أهدافها. رحمها الله، وصبّر أهلها، وحفظ ليبيا وشعبها من كل مكروه”.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع بالعاصمة الليبية، حيث تتوالى التقارير عن سقوط ضحايا أبرياء بين النساء والأطفال وكبار السن.
وفي الوقت نفسه، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار الفوري وحماية المدنيين من تداعيات الصراع المستمر منذ سنوات.
ليبيا.. الدبيبة وقادة ثوار مصراتة يتفقون على تشكيل غرفة عمليات مشتركة
