05 ديسمبر 2025

رئيس حكومة الوحدة الوطنية، منتهية الولاية، في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، التقى وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابتريتيس في العاصمة طرابلس، حيث شدد الجانبان على ضرورة احترام السيادة الوطنية وتعزيز علاقات حسن الجوار بين البلدين.

وقالت حكومة الوحدة الوطنية منهية الولاية، إن اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والخدمية، كما ناقش فتح الأجواء اليونانية أمام الطيران الليبي واستئناف الرحلات المباشرة بين البلدين.

وفي السياق ذاته، عقد وزير الخارجية الليبي الطاهر الباعور اجتماعاً مع نظيره اليوناني، تناول الخلافات المستمرة بشأن ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، وسبل تطوير العلاقات المشتركة.

وتأتي زيارة جيرابتريتيس إلى طرابلس بعد أيام من زيارته إلى بنغازي، حيث التقى في السادس من يوليو الجاري اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وبينما اكتفى المكتب الإعلامي لحفتر بالإشارة إلى بحث “تعزيز المصالح المشتركة”، أكد مصدر برلماني لـ”العربي الجديد” أن ملف الحدود البحرية كان محور اللقاء، وهو ما دعمته تقارير إعلامية يونانية لاحقة.

ويعود الخلاف البحري بين ليبيا واليونان إلى عام 2006، غير أنه تصاعد بشكل حاد عقب توقيع حكومة الوفاق الوطني السابقة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا في 2019، وتجدد التوتر في يونيو الماضي بعدما أعلن مجلس النواب الليبي عزمه تشكيل لجنة للنظر في طلب حكومة بنغازي المصادقة على الاتفاق الليبي التركي، بينما أعلنت اليونان طرح مناقصة للتنقيب عن النفط والغاز جنوب جزيرة كريت في المياه المتنازع عليها، وهو ما أثار احتجاج طرابلس وبنغازي على السواء.

وقد استدعت حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في طرابلس السفير اليوناني، فيما استدعت حكومة بنغازي القنصل اليوناني، وسلم كل منهما مذكرات احتجاج رسمية، وتحوّل الجدل إلى ساحة صراع دبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، إذ أعلن المجلس الأوروبي مطلع الشهر الجاري رفضه للاتفاق الليبي التركي، معتبراً أنه “انتهاك للحقوق السيادية لليونان وقبرص”، فيما ردت تركيا بالتأكيد على أن الاتفاق “متوافق تماماً مع القانون الدولي”، واتهمت الاتحاد الأوروبي بـ”التحيز” و”عرقلة الاستقرار الإقليمي”.

وفي خطوة تصعيدية جديدة، قدمت ليبيا الأحد الماضي عبر بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة مذكرة احتجاج دبلوماسي ضد محاولات اليونان بدء عمليات التنقيب في المياه المتنازع عليها، غير أن وسائل إعلام يونانية نقلت عن وزارة الطاقة استعداد أثينا للحوار مع طرابلس بشأن الترسيم البحري.

وفي المقابل، يسعى معسكر حفتر إلى الدفع باتجاه مصادقة مجلس النواب على الاتفاق البحري مع تركيا، بما يخدم تعزيز علاقاته مع أنقرة. وكشف المصدر البرلماني ذاته أن حفتر يقف خلف طلب حكومة بنغازي من البرلمان إقرار الاتفاق.

وفي سياق متصل، صعّدت حكومة مجلس النواب من موقفها تجاه اليونان عندما أصدرت بياناً بطرد وفد أوروبي ضم وزير الداخلية اليوناني، كان قد وصل إلى بنغازي الأسبوع الماضي لمناقشة ملف الهجرة غير الشرعية مع حفتر، بحجة عدم التنسيق المسبق مع السلطات المحلية، وطالبت الوفد بمغادرة البلاد فوراً.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، مع استمرار محاولات طرابلس تثبيت مسارات التفاوض مع اليونان، بالتوازي مع محاولات حفتر وحكومة بنغازي توظيف ملف الحدود البحرية في تحسين مواقعهم التفاوضية وعلاقاتهم الإقليمية.

مباحثات ليبية صينية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري

اقرأ المزيد