عقدت وزارة النفط والغاز في ليبيا اجتماعا موسعا مع وفد رفيع من شركة سوناطراك الجزائرية، في خطوة تؤكد رغبة البلدين في دفع التعاون الطاقي إلى مستويات أكثر عمقا، ووضع مشاريع جديدة على مسار التنفيذ خلال المرحلة المقبلة.
وضم الوفد الجزائري مجموعة من كبار المسؤولين في قطاعات الجيولوجيا والمختبرات واللوجستيات وإدارة المكامن، من بينهم شهرزاد بن عمارة، مرزوق بلكحلة، عماد بوديس، ومحمد غراب، إضافة إلى ممثل للسفارة الجزائرية في طرابلس.
ومن الجانب الليبي، شارك مسؤولون من الإدارات الفنية والتخطيطية والبحثية، أبرزهم فاتح الحكيمي، ماجد الشيخ، مصطفى بن عيسى، وناجية الرقيبي.
وجرى خلال الاجتماع استعراض مجالات التعاون القائم، وفي مقدمتها المشاريع البحثية والدراسات الفنية المشتركة بين مركز بحوث النفط الليبي ونظرائه في الجزائر، إلى جانب بحث فرص جديدة للعمل المشترك في المختبرات النفطية وتطوير آليات الفحص والتحليل.
كما ناقش الجانبان إمكانية توسيع الشراكات في مجالات صيانة المصافي، ومشاريع خطوط الأنابيب، وإدماج الطاقة الشمسية ضمن مشروعات الطاقة التقليدية، بالإضافة إلى برامج تدريب الكفاءات الليبية وتأهيلها للعمل ضمن المؤسسات والمنظمات الدولية.
وتوقف الاجتماع عند آخر التطورات المتعلقة بأنشطة سوناطراك في حوض غدامس، أحد أهم المناطق المحتملة للتوسع في عمليات الاستكشاف والإنتاج، حيث أكد الطرفان أهمية تعزيز تبادل الخبرات وتنظيم زيارات ميدانية وفنية تسهم في رفع كفاءة العمل وزيادة الجدوى الاقتصادية للمشاريع المشتركة.
وتأتي هذه الخطوات في سياق مساع ليبية لتقوية علاقاتها الإقليمية في قطاع النفط والغاز، لاسيما مع الجزائر التي تعد من كبار المنتجين في شمال إفريقيا، وتمتلك خبرات طويلة في تطوير الحقول والبنية التحتية الطاقية.
وكانت العلاقات الطاقية بين البلدين قد شهدت انتعاشا منذ مطلع الألفية، قبل أن تتأثر بفترة الاضطرابات التي مرت بها ليبيا، لتعود من جديد خلال السنوات الأخيرة بوتيرة متصاعدة تهدف إلى إحياء المشاريع المتوقفة وتوسيع التعاون ليشمل أيضا مجال الطاقة المتجددة.
الدبيبة يناقش مستقبل ليبيا في مصراتة
