05 ديسمبر 2025

الأزمة السياسية الليبية دخلت رحلة جديدة، بعد خلافات حادة حول ميزانية “صندوق إعادة الإعمار”، التي صادق عليها مجلس النواب وأُسندت رئاستها إلى مدير الصندوق بالقاسم خليفة حفتر.

وفي هذا السياق، أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع مساء الإثنين مع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة، عن رفضه القاطع لأي مسارات موازية للإنفاق العام لا تمر عبر القنوات الرسمية، محذراً من أن هذه السياسات تشكّل عبئاً مالياً كبيراً على الدولة، وتؤدي إلى خفض فعلي في دخل المواطن الليبي، نتيجة تغطيتها لاحقاً عبر الديون العامة.

وقال الدبيبة: “ما جدوى مشروعات تُنفّذ خارج النظام المالي الموحد وبأسعار مُضاعفة تُخصم في النهاية من جيب المواطن؟”، مطالباً عقيلة صالح، رئيس البرلمان، بالكشف عن مصير أكثر من 100 مليار دينار تم إنفاقها خارج الميزانية العامة خلال العامين الماضيين، معتبراً أن هذا الإنفاق ساهم في تدهور قيمة الدينار، وأثّر سلباً على ثقة السوق.

كما أشار إلى أن خبراء اقتصاديين حذّروا من تداعيات الميزانية الموازية، وعلى رأسها ارتفاع محتمل في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، نتيجة زعزعة الثقة المالية والضغط على الاحتياطيات، وهو ما قد ينعكس سلباً على استقرار العملة والمعيشة.

ومن جهته، أعلن المجلس الأعلى للدولة رفضه تمرير بند مالي يتعلق بصندوق الإعمار من قبل مجلس النواب، مؤكداً في بيان رسمي أن الإجراءات تمت خارج الإطار القانوني والدستوري، وأن الميزانيات الاستثنائية يجب أن تصدر عن حكومة شرعية، وتحال إليه لإبداء الرأي، قبل أن تعتمد نهائياً من مجلس النواب.

ووصف الخطوة بأنها سابقة خطيرة في إدارة المال العام، وتُنذر بتداعيات اقتصادية سلبية، بينها زيادة التضخم، وتآكل القدرة الشرائية، وتصاعد عمليات التهريب، وسط غياب توافق وطني على الميزانية.

وأكد المجلس أن إعادة الإعمار حق لكل الليبيين، لكنه لا يجب أن يتم خارج الأطر الشرعية والرقابية، محذراً من تحويل الموارد إلى أدوات للتوظيف السياسي تعمّق الانقسام وتعزز الهدر.

وكان مجلس النواب قد أعلن رسمياً في ختام جلسته، مساء الإثنين، موافقته على إعداد ميزانية لصندوق التنمية وإعادة الإعمار، مع الالتزام بتقديم الإيضاحات اللازمة حول كيفية صرفها في جميع المناطق، وتشكيل لجنة نيابية تمثل مختلف الدوائر لمتابعة التفاصيل مع إدارة الصندوق.

وعلى صعيد منفصل، أعلنت هانا تيتيه، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عقب لقائها القائم بأعمال سفارة السعودية في طرابلس أحمد الشهري، عن اتفاق الجانبين على ضرورة الحفاظ على الهدنة في العاصمة، والمضي نحو عملية سياسية شاملة تفضي إلى انتخابات وطنية.

وقالت تيتيه، خلال لقائها بعدد من أعيان وحكماء المنطقة الغربية والجبل في مدينة الزاوية، إن البعثة تسعى لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، مؤكدة أن البعثة ليست كياناً غربياً ضد الليبيين، بل تسعى لعكس تطلعاتهم في تشكيل حكومة موحدة تعكس إرادتهم.

ومن جانبه، دعا عميد بلدية الزاوية إلى إنهاء الخلافات وتوحيد الصفوف، مشيراً إلى أن المساعي الأممية تهدف لحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار.

وفي شأن ميداني آخر، سلّمت حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبر وزارة الحكم المحلي 154 صكاً مالياً كدفعة أولى لتعويض المتضررين من حرائق اندلعت مؤخراً في مدينة الأصابعة.

وأكد عميد البلدية عماد المقطوف، خلال اجتماعه مع الوزير المكلف عبد الشفيع الجويفي، أن اللجنة المكلّفة أنهت معاينة الأضرار التي طالت أكثر من 300 منزل، ورفعت تقريراً مفصلاً حول حجم الخسائر لتعويض المتضررين.

ليبيا.. ملاحقات جنائية تطال 120 مرشحا للانتخابات البلدية

اقرأ المزيد