05 ديسمبر 2025

مدينة مصراتة غرب ليبيا، شهدت أعنف اشتباكات منذ 2011 ، بعد اندلاع مواجهات بين مجموعتين تابعتين لحكومة الدبيبة، في صراع وُصف بأنه على النفوذ الأمني داخل المدينة.

ووفق مصادر ميدانية، بدأت المواجهات في منطقة السكت جنوب مصراتة بين “قوة العمليات المشتركة” و”الكتيبة 24 مشاة” بقيادة نجيب غباق، لتتوسع لاحقاً نحو طريق المطار ومنطقة الغيران، ما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية وإغلاق المطار مؤقتاً.

وأظهرت مقاطع مصوّرة انتشار آليات عسكرية تحمل أسلحة ثقيلة، واحتشاد سيارات مسلّحة في شوارع المدينة، وسط حالة من الخوف بين السكان الذين طالبوا السلطات بـ”إنهاء وجود التشكيلات المسلحة” داخل مصراتة.

وقال الناشط السياسي عبد الحميد سليمان خضر، أحد قادة “حراك مدينة مصراتة”، إن ما حدث “ظاهرة غير مسبوقة منذ 2011 “، مشيراً إلى أن القذائف وصلت قرب مستشفى الأورام، داعياً إلى مظاهرات شعبية للمطالبة بإخراج جميع المجموعات المسلحة من المدينة.

وأوضح شهود عيان أن الاشتباكات اندلعت عقب توقيف أحد ضباط قوة العمليات المشتركة والاعتداء عليه من قبل عناصر الكتيبة 24 مشاة، ما فجّر المواجهة بين الطرفين وأوقع أربعة جرحى مدنيين نُقلوا إلى مستشفى الطوارئ بمصراتة.

ومع فجر الجمعة، تدخلت قوات اللواء 111 مجحفل، وإدارة المهام الخاصة، واللواء 63 مشاة، لاحتواء النزاع وفرض التهدئة، فيما التزمت حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية الصمت تجاه الأحداث، وأكد مصدر عسكري أن تحقيقاً عاجلاً سيُفتح في ملابسات الاشتباكات لتجنّب تكرارها.

وتُعدّ مصراتة، الواقعة على بُعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، من أبرز مراكز النفوذ العسكري في الغرب الليبي، حيث تضم تشكيلات مسلّحة دعمت حكومة الدبيبة في مواجهتها السابقة مع “جهاز الردع”.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الذكرى الخامسة لاتفاق وقف إطلاق النار بين شرق وغرب ليبيا، في وقت شددت فيه اللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5) على ضرورة حلّ جميع المجموعات المسلحة ودمج عناصرها ضمن مؤسسات الدولة.

ويرى مراقبون أن عجز حكومة الدبيبة عن ضبط هذه التشكيلات يفاقم الأوضاع الأمنية في الغرب الليبي، ويؤكد استمرار النفوذ الميليشياوي الذي يعوق استقرار البلاد ومسارها السياسي.

الإنفاق الأمني في الغرب الليبي: تكاليف بالملايين وأمن منخفض

اقرأ المزيد