09 يوليو 2024

يتابع النازحون الفارّون من الحرب الأهلية المشتعلة في جنوب السودان تدفقهم إلى مدينة الكفرة جنوبي ليبيا، ما يضع مزيد الأعباء على المنظومة الصحية الضعيفة والوضع الاقتصادي بالمدينة.

ونقلت وكالة “نوفا” الإيطالية، عن مدير مستشفى الكفرة الجامعي إسماعيل العيطة أن المستشفى يواجه ما وصفه بـ”حالة من الفوضى الصحية”، حيث يحمل عديد النازحين السودانيين أمراضا معدية مثل الإيدز والتهاب الكبد، وغيرهما محذراً من احتمال انتشار مرض السل.

وتستقبل الكفرة، ذات الـ60 ألف نسمة، أكثر من 1500 نازح يومياً، خصوصاً بعد تصاعد أعمال العنف في إقليم دارفور ما فاقم من الأزمة الإنسانية.

وأمام تلك الأعداد، يؤكد العيطة أن المستشفى لم يعد قادراً على توفير الرعاية الصحية المناسبة، وقال: “قدرة المستشفى البلدي ليست كافية للتعامل مع هذا التدفق، كونه المرفق الصحي الوحيد في المدينة وحجمه أقل من اللازم لتلبية الاحتياجات المحلية”.

وأكد أن هناك حاجة ماسة للأدوية، بما في ذلك أدوية ضغط الدم والسكري والأمراض المزمنة.

وتشير إحصاءات الأمراض المعدية إلى تسجيل 45 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ونحو 800 حالة التهاب كبد، و130 حالة ملاريا وسل منذ أكتوبر الماضي.

كما كشف العيطة أن الكفرة تستضيف ما بين 40 – 50 ألف نازح في الوقت الراهن، يغادر بعضهم إلى مدن أخرى مثل أجدابيا وجاليا وبنغازي والبيضاء وطرابلس.

وقال: “تختار الأغلبية البقاء في الكفرة، حيث يجذبهم وجود المجتمع السوداني المحلي الذي يقدم الدعم، والارتباط الثقافي والاجتماعي الوثيق بين سكان الجنوب والمناطق السودانية. الغالبية العظمى من السودانيين يفضلون تجنب خيار الهجرة إلى أوروبا”.

وأضاف: “لا نريد أن تتحول الكفرة إلى مخيم للاجئين. ويجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لضمان مكان آمن لهؤلاء الأشخاص”.

وانتقد العيطة غياب دور واضح للأمم المتحدة في هذا الوضع، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي قدمه قائد “القيادة العامة” المشير خليفة حفتر.

من جانبه، تحدث الناطق باسم المجلس البلدي الكفرة عبدالله سليمان عن الواقع الصعب الذي تعيشه الكفرة مع موجات متتالية من السودانيين الباحثين عن ملجأ من الحرب المستعرة في بلادهم.

وسبق أن وجه مجلس بلدي الكفرة نداء عاجلا إلى الدولة والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات الضرورية مثل البطانيات والإمدادات الغذائية لمساعدة اللاجئين.

وأشارت الوكالة الإيطالية إلى غياب السيطرة الحقيقية على الحدود الشاسعة بين ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، مع دلائل على نشاط مجموعات إجرامية تسمح للمهاجرين بالعبور شمالاً مقابل مبالغ مالية طائلة.

دعوة لرئيس مجلس النواب الليبي لزيارة موسكو

اقرأ المزيد