يسود الغموض أجواء مدينة الزاوية غرب ليبيا، بعد حادث انفجار قارب كان يقل مهاجرين غير نظاميين قبالة سواحل المدينة، ما أسفر عن مقتل عدد من الركاب، بينهم ثلاثة ليبيين على الأقل، في وقت لم تصدر السلطات الأمنية أي بيان رسمي يوضح تفاصيل ما جرى.
وقال ناشطون حقوقيون إن القارب كان يحمل نحو ثلاثين شخصا من جنسيات إفريقية وآسيوية إلى جانب ركاب ليبيين، قبل أن ينفجر لأسباب لم تعرف بعد، بينما تداول سكان محليون مقاطع مصورة تظهر ألسنة اللهب تتصاعد من القارب على مقربة من الشاطئ.
وأكد الحقوقي الليبي طارق لملوم، المتخصص في قضايا المهاجرين، أن الحادثة “تشهد حالة من التعتيم والصمت الرسمي الكامل”، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة من مصادر محلية تفيد بأن الانفجار وقع قبل يومين، وأن عدد الضحايا قد يكون أكبر من المعلن.
ونعى سكان مدينتي الزاوية وصبراتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلا من محمد بن شتوان وناصر سلطان وأنور المجدوب، مؤكدين أنهم كانوا من بين ركاب القارب المنفجر، بينما ترجح مصادر محلية وجود ضحايا ليبيين آخرين لم يُكشف عن هوياتهم بعد.
وتداولت بعض الصفحات الليبية روايات غير مؤكدة عن احتمال استهداف القارب من قبل زورق تابع لجهة رسمية أثناء محاولته الإبحار نحو أوروبا، غير أن أجهزة مكافحة الهجرة في طرابلس لم تصدر أي تعليق أو نفي رسمي لتلك المزاعم.
وفي المقابل، واصلت الأجهزة الأمنية عملياتها ضد الهجرة غير النظامية في مناطق أخرى من البلاد، إذ أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في أجدابيا ترحيل 27 مهاجرا آسيويا إلى بنغازي تمهيدا لإعادتهم إلى بلدانهم، فيما قام فرع الجهاز في درنة بترحيل 60 مهاجرًا سودانيًا ضمن حملة مستمرة لإعادة المهاجرين إلى أوطانهم.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان وقائع مشابهة شهدتها المنطقة الساحلية الغربية في السنوات الماضية، أبرزها حادثة صبراتة عام 2022، عندما أدى اشتباك بين مهربي البشر إلى احتراق مركبٍ يقلّ عشرات المهاجرين، وأسفر عن مقتل خمسة عشر شخصًا، وُجدت جثث أحد عشر منهم متفحمة.
وتبقى ليبيا، بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين نحو السواحل الأوروبية، حيث تم اعتراض قرابة 15 ألف مهاجر في البحر وإعادتهم إلى الأراضي الليبية منذ مطلع العام الجاري حتى أواخر أغسطس، معظمهم من الرجال والنساء والأطفال الذين يحلمون بالعبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
تونس.. تراخيص استثنائية للشاحنات الليبية العالقة في معبر “رأس اجدير”
