تتجه ليبيا نحو أزمة تهدد أمنها الغذائي والدوائي، بعد تحذيرات رسمية من هيئة الرقابة الإدارية بشأن استمرار تأخير صرف المخصصات المالية الموجهة إلى مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، في خطوة قد تنعكس مباشرة على استقرار السوق وصحة المواطنين.
وقالت الهيئة، في مراسلة رسمية إلى مكتب رئيس الحكومة ووزير المواصلات، إن تجميد التمويلات الخاصة بالمركز يمثل “عرقلة واضحة” لعمله الرقابي، محملة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية مسؤولية تدهور الأوضاع إذا استمر هذا التعطيل.
وأوضحت أن وقف صرف مخصصات الباب الثاني يهدد بتعطيل أعمال الفروع والمختبرات المنتشرة في المدن والمنافذ الحدودية، ويقوض جهود فحص الشحنات الغذائية والدوائية المستوردة، في بلد يعتمد بنسبة تفوق 85% على الواردات لتأمين حاجاته الأساسية.
وأشارت الهيئة إلى أن مركز الرقابة، المخول قانونا بمتابعة جودة الأغذية والأدوية وفق القانون رقم (20) لسنة 2013، يعاني من صعوبات مالية تعرقل مهامه الحيوية، ما قد يؤدي إلى تسرب مواد غير مطابقة للمواصفات إلى الأسواق، ويعرض الصحة العامة لمخاطر جسيمة.
وطالبت الهيئة بالإفراج العاجل عن التمويلات وفق الإجراءات القانونية، مؤكدة أن أي تأخير إضافي سيُحمَّل مسؤوليا للجهات التنفيذية، خاصة في ظل توقف بعض المختبرات عن العمل بسبب نقص المواد التشغيلية وعدم إجراء الصيانة الدورية للأجهزة.
ويأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه تقديرات اقتصادية إلى أن ليبيا تنفق أكثر من 6 مليارات دولار سنويا على استيراد الغذاء والدواء، ما يجعل أي اضطراب مالي داخل المؤسسات الرقابية تهديدا استراتيجيا للأمن القومي ولقدرة الدولة على حماية المواطنين من المنتجات الرديئة أو الفاسدة.
ولم تصدر الحكومة حتى الآن ردا رسميا على مطالب الهيئة، تتصاعد المخاوف من أن يؤدي استمرار الأزمة إلى انهيار منظومة الرقابة، وتفاقم أزمة الأسعار ونقص الإمدادات في السوق الليبي خلال الأشهر المقبلة.
مجلس الأمن القومي الليبي يحذر من مخاطر الهجرة غير الشرعية
