05 ديسمبر 2025

حكومة الوحدة منتهية الولاية الليبية تتعرض لضغوط دبلوماسية وقانونية متزايدة بسبب اتهامات بعدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم سيف الإسلام القذافي وعدد من المتهمين بانتهاكات قد ترقى لجرائم حرب.

وأكد السفير الليبي لدى المحكمة، أحمد الجهاني، أن التواصل بين السلطات الليبية والمحكمة “مستمر ومتقدم”، مشيراً إلى أن ليبيا مددت بالفعل ولاية المحكمة حتى نهاية عام 2027، وهو الحد الأقصى الممكن ضمن هذا الإطار.

وأوضح أن مكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، قدم نتائج تحقيقات وطنية حول بعض القضايا، لكنه أشار إلى أن بعض الملفات تظل خارج السيطرة بسبب وجود المطلوبين خارج البلاد أو تحصنهم لدى مجموعات مسلحة داخل ليبيا.

وتأتي هذه الضغوط بالتزامن مع توصيات الأمم المتحدة بإنشاء آلية مستقلة لمتابعة الانتهاكات الحقوقية في ليبيا، بما في ذلك تعيين مقرر خاص لمحاسبة مرتكبيها، وسط تحذيرات من استمرار الإفلات من العقاب.

ويتركز الاهتمام الدولي حالياً على ملفات ترهونة، حيث لم تُسلّم السلطات الليبية قادة ميليشيا “الكانيات” المتهمين بارتكاب جرائم قتل جماعي وتعذيب، رغم اكتشاف المقابر الجماعية منذ أكثر من أربع سنوات.

وتشير تحليلات دبلوماسيين وقانونيين إلى أن تعامل الحكومة الليبية مع المحكمة الجنائية الدولية “معقد وحساس”، بسبب تشابك العوامل الداخلية والانقسامات السياسية والأمنية، إضافة إلى موقف بعض الأطراف الدولية، ما يجعل تنفيذ المطالب الدولية ثقيلاً ومليئاً بالتحديات.

ويرى خبراء أن إعلان الحكومة قبول اختصاص المحكمة حتى عام 2027 يمثل “خطوة رمزية” لتحسين صورتها دولياً أكثر من كونه التزاماً فعلياً، خصوصاً في ظل استمرار ضعف المؤسسات القضائية وغموض مكان المطلوبين مثل سيف الإسلام وبعض قادة الميليشيات.

ويؤكد المراقبون أن استكمال العدالة في ليبيا يتطلب إرادة سياسية حقيقية، وتعاوناً عملياً في تسليم المطلوبين ووقف الانتهاكات المستمرة، فيما يبقى الملف الجنائي مفتوحاً إلى أجل غير مسمى في ظل تغوّل المجموعات المسلحة واستمرار الانقسامات الداخلية.

كينيا تفتح أبوابها للأفارقة بلا تأشيرة… وتستثني ليبيا لدواعٍ أمنية

اقرأ المزيد