05 ديسمبر 2025

المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أعربت عن رفضها القاطع لتكليف محمد مفتاح الصيد بمنصب رئيس جهاز الشرطة القضائية فرع الجبل الغربي، بموجب قرار وزيرة العدل حليمة البوسيفي رقم (318) لسنة 2025.

وأوضحت المؤسسة، في بيان رسمي، أن الصيد يواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السجناء خلال فترة توليه إدارة مؤسسة الإصلاح والتأهيل (سجن جندوبة)، مشيرة إلى توثيقها واقعة تعذيب السجين عبد المنعم علي محمد موسى بتاريخ 15 يوليو 2020، حين كان الصيد مديراً للسجن، وإحالة الواقعة إلى مستشار النائب العام في 6 أكتوبر 2024.

كما كشفت المؤسسة عن توثيقها حادثة تعذيب أخرى تعرّض فيها السجين ناجي مسعود إبراهيم كلود لانتهاكات مماثلة على يد الصيد، الذي بات مطلوباً رسمياً لدى النيابة العامة بمكتب المحامي العام بدائرة محكمة استئناف غريان، على خلفية هذه الاتهامات.

وأكّد البيان أن الأفعال المنسوبة إلى الصيد تُشكّل جرائم يعاقب عليها القانون الليبي، بموجب القانون رقم (10) لسنة 2013 بشأن تجريم التعذيب والإخفاء القسري والتمييز، إضافةً إلى كونها مخالفة صريحة للقانون رقم (5) لسنة 2005 بشأن مؤسسات الإصلاح والتأهيل، الذي ينص على ضمانات لحماية السجناء والموقوفين من سوء المعاملة.

واتهمت المؤسسة وزيرة العدل بتعمّد تجاهل طلب النائب العام بمنح الإذن لمباشرة التحقيق مع الصيد ورفع الدعوى الجنائية بحقه، معتبرة أن هذا السلوك “يقوّض سيادة القانون ويمنع الضحايا من الوصول إلى العدالة”، بل يذهب إلى حد “مكافأته بتكليفه بموقع أمني رفيع، رغم خطورة التهم الموجّهة إليه”.

ووصفت المؤسسة هذا القرار بأنه “جزء من سياسة ممنهجة داخل وزارة العدل، تهدف إلى تمكين المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان من الإفلات من العقاب، وتضليل الرأي العام الوطني والدولي بشأن أوضاع السجون الليبية، عبر إنكار الواقع وادعاء ضمان الحقوق، بينما السياسات الفعلية تثبت العكس تماماً”.

وفي ختام بيانها، طالبت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية بالتدخل الفوري لسحب قرار وزيرة العدل، وتمكين النيابة العامة من إنفاذ القانون بحق المتهم، حفاظاً على حقوق الضحايا في العدالة، وتأكيداً على التزام الدولة الليبية بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون.

ليبيا.. اشتباكات مسلحة في مدينة الزاوية تخلّف قتيلاً وتروّع الأهالي

اقرأ المزيد