دراسة تحليلية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، تكشف أن كارثة الفيضانات الأخيرة في مدينة درنة الليبية لم تكن مجرد نتيجة لهطول أمطار غزيرة، بل هي انعكاس مباشر لعيوب جسيمة في التصميم الهندسي.
وأوضحت الدراسة أن تصميم سدي درنة كان يحتوي على نقاط ضعف هيكلية خطيرة، مما أدى إلى انهيار السدين تحت الضغط، وهو ما فاقم من آثار الفيضان بشكل كارثي.
وقد استند هذا التحليل إلى بيانات النمذجة الهيدرولوجية المتقدمة وصور الأقمار الصناعية.
وأظهرت الدراسة أن فشل السدين وسوء تقييم المخاطر، إلى جانب ضعف التواصل بشأن آلية عمل السدين وخطط الطوارئ، أسهم في زيادة حجم الدمار بنحو 20 ضعفاً مقارنة بما كان متوقعاً في حال وجود بنية تحتية سليمة وإدارة أزمة فعّالة.
وبحسب الدراسة، فإن وجود السدين في المدينة خلق شعوراً زائفاً بالأمان لدى السكان، مما شجع على البناء في مناطق معرضة للخطر، دون إدراك لحجم التهديد الكامن خلف جدران خرسانية لم تُصمم لتحمل الكوارث الكبرى.
ودعت الدراسة إلى تحسين عاجل لاستراتيجيات التخفيف من آثار الفيضانات، خاصة في الدول ذات المناخ الجاف مثل ليبيا، حيث يشكل ضعف البنية التحتية وتضارب المعلومات تهديداً متزايداً لحياة السكان وموارد الدولة.
وفي ختام الدراسة، شدد مكتب الأمم المتحدة على أن ما حدث في درنة يجب أن يكون ناقوس خطر لصانعي القرار في ليبيا والمنطقة، داعياً إلى إصلاح جذري في التخطيط العمراني والهندسي، وتفعيل منظومات إنذار مبكر حقيقية بدلاً من الاعتماد على منشآت متهالكة.