05 ديسمبر 2025

تشهد مناطق عدة من الجبل الأخضر شرق ليبيا حرائق غابات واسعة النطاق، خرجت عن السيطرة خلال الساعات الماضية، وسط ظروف مناخية قاسية تساهم في تفاقم الوضع.

واندلعت النيران في نطاقات حرشية وزراعية شاسعة شملت العويلية، ووادي الكوف، ومسة، وردامة، وصولا إلى غابة بوقراوة، مخلفة خسائر بيئية جسيمة، بينما تواصل فرق الإطفاء جهودها الميدانية المحدودة وسط صعوبات لوجستية وغياب وسائل الدعم الجوي.

وتزامن اندلاع الحرائق مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة، مصحوب برياح جنوبية جافة نشطة السرعة (القبلي)، ما أدى إلى تسارع انتشار اللهب، وعرقلة محاولات الاحتواء.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة، تداولها مواطنون على مواقع التواصل، سحب دخان كثيفة وألسنة نيران تمتد على سفوح الجبال وتقترب من مناطق آهلة بالسكان.

وحذرت مؤسسة “رؤية” لعلوم الفضاء من تفاقم الوضع خلال الساعات القادمة، متوقعة أن تبلغ سرعة الرياح الجنوبية أكثر من 80 كيلومترا في الساعة، ما ينذر بتوسع الحريق نحو المناطق السكنية القريبة، ودعت المؤسسة سكان المرتفعات إلى إخلاء فوري لمحيط النيران واتخاذ أقصى درجات الحيطة.

وتعاني المناطق المتضررة من ضعف البنية التحتية لمواجهة الكوارث البيئية، خاصة في ظل غياب طائرات الإطفاء المتخصصة، ما يعزز مخاوف من استمرار توسّع رقعة الحرائق في الأيام المقبلة.

يذكر أن وادي الكوف، أحد أبرز المناطق المتضررة حاليا، سبق أن شهد حرائق مماثلة خلال السنوات الماضية، تعود أسبابها إلى مزيج من العوامل المناخية وسلوكيات بشرية غير مسؤولة، في ظل غياب سياسات وقائية فعالة.

وتواصل الجهات المختصة مراقبة الوضع عن كثب، وسط نداءات من السكان المحليين بضرورة التدخل العاجل وتوفير دعم تقني وميداني للحد من انتشار النيران وإنقاذ ما تبقى من الغطاء الأخضر في واحدة من أهم المناطق البيئية في ليبيا.

الحكومة المكلفة في ليبيا تؤيد تصريحات عقيلة صالح

اقرأ المزيد