05 ديسمبر 2025

مقترح وزارة التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية الليبية منتهية الولاية، بإلغاء الشهادة الإعدادية وتحويلها إلى مرحلة نقل دراسي عادية، أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين، بين مؤيد ومعارض للفكرة.

وطرحت الوزارة الاستطلاع عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تضارب القرارات التعليمية.

وأوضحت أن المقترح يخضع حالياً لدراسة لجنة التعليم بمجلس النواب، حيث أكد رئيسها عز الدين أبوراوي أن اللجنة ستتخذ موقفها بعد الاطلاع على نتائج دراسة متخصصة.

وشارك في الاستطلاع أكثر من 319 ألف مواطن ليبي، صوّت 72% منهم لصالح الإلغاء، بينما رفضه 28%، المؤيدون يرون أن الشهادة تمثل ضغطاً نفسياً على الطلاب وأسرهم، وأن التركيز يجب أن يكون على الثانوية العامة، في حين يرى المعارضون أن إلغائها سيؤدي لانتقال طلاب ضعاف المستوى للمرحلة الثانوية، وحرمان المنسحبين من التعليم من أي شهادة معتمدة.

واعتبر بعض المؤيدين، مثل الخبير التربوي عبد القادر الشريف السملالي، المناهج الحالية غير مناسبة لعمر الطالب، وأن الامتحانات المعقدة ترفع معدلات التسرب، خاصة في ظل غياب العدالة التعليمية بين المناطق، بينما شدد آخرون، مثل المعلم أحمد الوافي، على ضرورة تطوير نظام التقييم قبل اتخاذ أي خطوة.

وأما الرافضون، فحذروا من تطبيق الفكرة في بيئة تعليمية تعاني من ضعف البنية التحتية، ونقص تأهيل المعلمين، وانتشار الغش، المدرس سليمان صويب شبّه المقترح بمحاولة استنساخ التجربة السنغافورية في ظروف لا تسمح بذلك.

وأوضحت وزارة التربية في بيان أن الاستطلاع يهدف فقط لجمع آراء المواطنين، وأن المقترح لا يزال في مرحلة النقاش الأولي ضمن رؤية إصلاحية، مع الإعداد لتنظيم ندوات وورش عمل تضم خبراء لتقييم الفكرة من مختلف الجوانب.

ولكن الانتقادات طالت أسلوب الوزارة في طرح الملف على الرأي العام، إذ اعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة مصراتة، مختار الجديد، أن القرارات التربوية يجب أن تبقى بيد المختصين، بينما أكد الرئيس السابق لمركز المناهج التعليمية، سيف النصر عبد السلام، أن الفكرة قديمة وجاءت أساساً لتقليل نفقات الدولة وتخفيف الضغط على الأسر.

ويشير منتقدون إلى حالة من “التخبط” في قرارات الحكومة بشأن الشهادة الإعدادية، مستشهدين بقرار ديسمبر 2024 الذي ألغى توحيد الامتحانات على مستوى البلاد ليجعلها بلدية، قبل أن يتراجع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لاحقاً عن ذلك ويعيد النظام الموحد.

ووصف الخبير التربوي عبد الخالق عامر قطاع التعليم بأنه أصبح “حقل تجارب لمسؤولين ليسوا من رحم القطاع”، في إشارة إلى الوزير الحالي علي العابد الذي خلف موسى المقريف في المنصب.

رفع القيد الإجرائي عن 13 متهماً في محاولة اغتيال مستشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية

اقرأ المزيد