05 ديسمبر 2025

أظهر تقرير اقتصادي دولي حديث أن ليبيا دخلت نادي أغنى عشر دول إفريقية لعام 2025، بعدما احتلت المرتبة الثامنة في التصنيف الذي نشره موقع وورلد أتلاس، مستندا إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي والدخل الفردي.

ووفق التقرير، بلغ دخل الفرد الليبي السنوي نحو 6800 دولار، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي نحو 47.9 مليار دولار، وارتفع إلى 124 مليار دولار عند احتسابه بمعادل القوة الشرائية، ما يعكس تحسن المؤشرات الاقتصادية رغم التحديات السياسية والهيكلية التي تشهدها البلاد.

وصنف التقرير ليبيا ضمن نموذج الدول المصدرة للهيدروكربونات مثل الجزائر والغابون وغينيا الاستوائية، وهي فئة الدول التي تعتمد على عوائد النفط والغاز كمصدر رئيسي للدخل، رغم تعرضها لتقلبات أسعار الطاقة ومخاطر الحوكمة.

وأوضح التقرير أن النفط والغاز يشكلان أكثر من 95% من عائدات الصادرات الليبية، ونحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن البلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا، وتصدر إنتاجها بشكل رئيسي إلى إيطاليا وإسبانيا.

كما سجل الإنتاج النفطي نموا بنسبة 17.3% خلال عام 2025 بعد فترة ركود ناجمة عن الصراعات الداخلية، مع استقرار معدل التضخم عند 2% في 2024، والبطالة عند 19% في 2023، وهو ما يعكس بداية عودة تدريجية للنشاط الاقتصادي.

ورغم هذا التقدم، أشار التقرير إلى أن مساهمة الزراعة والسياحة في الناتج المحلي لا تزال هامشية، نظرا لضعف التنوع الاقتصادي، إذ تظل القطاعات النفطية والصناعية الكبرى مثل الصلب والإسمنت هي المحرك الأساسي للنمو.

وجاءت ليبيا ثامنة في قائمة أغنى الدول الإفريقية لعام 2025، بعد كل من: سيشيل، موريشيوس، الغابون، مصر، غينيا الاستوائية، بوتسوانا، الجزائر، ليبيا.

وتفوقت ليبيا على كل من جنوب إفريقيا وتونس اللتين حلتا في المركزين التاسع والعاشر على التوالي، ما يعكس تحسنا نسبيا في مؤشر القوة الشرائية ومستوى الدخل الفردي في البلاد.

واعتبر التقرير أن ليبيا دولة ذات دخل متوسط مرتفع، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة تتعلق بـ تنويع الاقتصاد وتعزيز الحوكمة الاقتصادية، مشيرا إلى أن الاستقرار النسبي في إنتاج النفط وارتفاع الأسعار العالمية أسهما في تحسين ترتيبها الإقليمي.

ويرى خبراء اقتصاديون أن هذه المؤشرات تمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء الاقتصاد الليبي على أسس مستدامة، من خلال استثمار العوائد النفطية في قطاعات الإنتاج والخدمات، وتقوية البنية المؤسسية لمواجهة التقلبات العالمية وتعزيز الأمن الاقتصادي للبلاد.

معاناة مستمرة للاجئين السودانيين في الكفرة الليبية

اقرأ المزيد