مجلة “شمال إفريقيا” من خطر تجدد الصراع بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، مشيرة إلى أن البلاد لا تزال تواجه وضعاً أمنياً هشاً رغم عدم ظهور بوادر تصعيد وشيك.
وأكدت المجلة في مقال نشرته الجمعة على الحاجة الملحة إلى إصلاحات هيكلية تشمل تحقيق الحوكمة المالية وإصلاح قطاع الأمن، باعتبارهما خطوتين أساسيتين للوصول إلى انتخابات نزيهة وموثوقة، مع التأكيد على أن الاستقرار الليبي رهين ضغوط دبلوماسية قوية وإعادة بناء تدريجية للمؤسسات الوطنية.
وأشارت المجلة إلى أن البيئة الأمنية في ليبيا هشة ومتقلبة، وتتسم بالعنف المفاجئ وانعدام الثقة المزمن، محذرة من أن إخفاق السلطة في اعتماد مسار إصلاحي شامل قد يؤدي إلى توسيع نطاق الاشتباكات المحلية، وإبقاء البلاد في دوامة من عدم الاستقرار وفقدان الثقة في أي مسار للمصالحة الوطنية.
وقالت المجلة إن التحذيرات تتزايد مع حلول أكتوبر، بينما يواصل الوسطاء الدوليون الضغط على جميع الأطراف لاحترام وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، وإيقاف العمليات العسكرية الأحادية الجانب، وإعادة بناء مؤسسات الأمن الوطني الموحدة.
وذكرت “شمال إفريقيا” أن الانقسام العميق بين حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في طرابلس وحكومة الاستقرار الوطني في الشرق، إلى جانب سيطرة الميليشيات على مناطق محلية واستقلاليتها في استخدام القوة بدل الحوار، يعرقل جهود بناء الدولة ويجعل وقف إطلاق النار هشاً ويقود إلى تجدد المواجهات المحلية.
وأبرزت المجلة الأحداث الأخيرة في مدينة الزاوية في 27 أغسطس، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين جماعات متنافسة أسفرت عن ضحايا وأضرار مادية كبيرة، مؤكدة أن التشرذم الأمني يضاعف معاناة المدنيين ويؤثر على حياتهم اليومية، من نزوح وإغلاق مدارس وقيود على التنقل.
وأضافت أن التقارير الدولية والتقييمات في سبتمبر خلال اجتماعات في برلين وإحاطة مجلس الأمن الدولي، أكدت استمرار الانقسام السياسي وعنف الميليشيات وحالة عدم اليقين حول الانتخابات الوطنية، محذرة من أن ليبيا لن تحقق الاستقرار إلا من خلال خطة دولية قوية تفرض المساءلة وتدعم الإصلاحات المالية والأمنية الضرورية.
وأشارت المجلة إلى أن دمج الميليشيات تحت قيادة مدنية وطنية موحدة يبقى التحدي الأكبر لضمان الانتقال السلمي والديمقراطي الذي يطمح إليه الشعب الليبي.
قيادات ليبيا تتفقد مشاريع إعادة إعمار درنة
