أفاد البنك الدولي بأن تكلفة حرق الغاز في ليبيا ودول إفريقية أخرى بلغت 8.5 مليار دولار في 2024، ورغم التأثير السلبي على البيئة، تواصل شركات النفط هذه الممارسة. وتعد الدول الثلاث (ليبيا والجزائر ونيجيريا) من أكبر المحترقين للغاز، فيما يسعى البعض للتخلي عن هذه الممارسات بحلول 2030.
كشف تقرير صادر عن البنك الدولي عن خسائر مالية وبيئية كبيرة تتكبدها ليبيا جراء ممارسة حرق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط.
وأظهرت البيانات أن ليبيا تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في هذه الممارسة الضارة، حيث أحرقت حوالي 6 مليارات متر مكعب من الغاز خلال عام 2024، مما يمثل هدراً للموارد وخسارة اقتصادية كبيرة للبلاد التي تعاني أصلاً من أزمات مالية وسياسية.
ويسلط التقرير الضوء على المفارقة الصارخة بين حاجة ليبيا الماسة للموارد الاقتصادية واستمرارها في حرق هذه الثروة الغازية التي يمكن استغلالها في توليد الكهرباء أو تصديرها.
ورغم انخفاض معدلات الحرق بنسبة 8% خلال العام الماضي، إلا أن هذا التحسن يعزى بالأساس إلى الإغلاق القسري لبعض الحقول النفطية بسبب الاضطرابات السياسية والاحتجاجات، وليس إلى تحسن في كفاءة الاستغلال.
ويؤكد الخبراء أن معالجة هذه المشكلة يمكن أن توفر للبلاد مصدراً إضافياً للدخل يقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، كما سيساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين البيئة.
وتأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه ليبيا أزمة كهرباء حادة كان من الممكن التخفيف منها لو تم استغلال هذا الغاز المحروق في توليد الطاقة.
هذا الواقع يطرح تساؤلات حول إمكانية استفادة ليبيا من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في تحويل هذه المشكلة إلى فرصة اقتصادية، خاصة في ظل وجود تقنيات متطورة تسمح باستعادة الغاز المصاحب واستغلاله بشكل مربح وصديق للبيئة.
ارتفاع أعداد اللاجئين السودانيين في الكفرة الليبية وسط أزمة إنسانية حادة
