في حادثة صادمة هزت مدينة بنغازي الليبية، قُتل المواطن مراد منصور الورفلي داخل مزرعته في ضواحي المدينة، في ما وصفته عائلته بأنه “عملية تصفية متعمدة” مرتبطة بنزاع على ملكية أرض رفض بيعها.
ووفقاً لبيان صادر عن عائلة الورفلي، فقد تعرض مراد صباح يوم الخميس لهجوم مسلح مباشر من قبل مجموعة قيل إنها تتبع قائداً يُدعى أبوبكر البركي.
وذكر البيان أن القوة المهاجمة اقتحمت المزرعة التي تقع في إحدى ضواحي بنغازي، وأطلقت النار بكثافة على مراد وعدد من أقاربه أثناء محاولتهم التصدي للاعتداء والدفاع عن ممتلكاتهم، ما أسفر عن مقتله على الفور.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق لحظات إطلاق النار داخل المزرعة، وسط حالة من الفوضى والصراخ، ويُظهر الفيديو مراد وهو يحاول مقاومة المهاجمين قبل أن يُصاب برصاص مباشر، في مشهد صادم أثار استنكاراً واسعاً واعتبره كثيرون دليلاً دامغاً على تفشي سطوة الجماعات المسلحة وغياب سلطة الدولة.
وبحسب عائلة الضحية، فإن المزرعة كانت محاصرة منذ تاريخ 30 أبريل الماضي، بعد أن رفض مراد عروضاً متكررة للتنازل عنها لصالح أطراف نافذة، الأمر الذي دفع المسلحين إلى استخدام القوة في محاولة لفرض الأمر الواقع.
وأكدت العائلة أن مراد أصرّ على البقاء في أرضه والدفاع عنها، رغم التهديدات المتواصلة، إلى أن انتهى الأمر بمقتله في ما وصفته بـ”جريمة كاملة الأركان”.
وطالبت العائلة في بيانها السلطات القضائية والأمنية بضرورة التحرك الفوري لفتح تحقيق جاد وشفاف، والكشف عن ملابسات الجريمة، مع تقديم المتورطين للعدالة، كما حذّرت من أن التخاذل عن ملاحقة الجناة سيؤدي إلى المزيد من الانفلات الأمني، ويشجع على ارتكاب انتهاكات مشابهة بحق المواطنين العزل.
ورغم الجدل الواسع والغضب الشعبي الذي عمّ الشارع الليبي عقب تداول مشاهد الجريمة، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية أو القضائية في بنغازي، وهو ما زاد من حالة الاحتقان، وفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول مدى قدرة الدولة على بسط سلطتها وحماية ممتلكات وأرواح المواطنين.
وتتزايد الدعوات في الأوساط الحقوقية والشعبية إلى استعادة هيبة الدولة، ووضع حدّ لظاهرة تفلّت السلاح، لا سيما في ظل تكرار حالات الاستيلاء القسري على الممتلكات وغياب المحاسبة.
تباطؤ الطلب الصيني وتعطل الإنتاج في ليبيا يضغطان على سعر النفط
