بدأ العام الدراسي في ليبيا أول أمس الأحد، حيث عاد أكثر من مليونين ونصف المليون طالب إلى مقاعدهم في مختلف المدن، وسط أجواء يطغى عليها القلق من تحديات مزمنة تواجه العملية التعليمية، على الرغم من تعهدات الحكومة بتحسين الأوضاع.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، انطلاق الدراسة لهذا العام، مشيرا إلى افتتاح 73 مدرسة جديدة واستمرار أعمال البناء في نحو 350 أخرى ضمن خطة “مدارس المستقبل”.
كما نشرت منصة “حكومتنا” لقطات لانتظام الدراسة في بعض مدارس طرابلس، بحضور وزير التربية والتعليم المكلف علي العابد، الذي أكد توفير الكتاب المدرسي منذ اليوم الأول للدراسة.
ورغم إعلان الوزارة وصول دفعات الكتب إلى المخازن الرئيسية بعد طباعتها محليا لأول مرة منذ سنوات، إلا أن التوزيع لم يكتمل بعد في جميع المناطق.
وقالت غادة الراجحي، عضو نقابة المعلمين، إن بعض المدارس تسلمت الكتب وبدأت الدراسة فعليا، بينما لا يزال طلاب آخرون ينتظرون وصول حصصهم، ما دفع إدارات مدارسهم إلى تخصيص الأسبوع الأول لإجراءات التسجيل والتعريف بالطلاب فقط.
وأشاد مراقبون بخطوة الطباعة المحلية باعتبارها دعماً للصناعة الوطنية، لكنها لم تُنهِ الجدل حول تأخر وصول الكتب واحتمال تكرار الأزمة.
وإلى جانب التحديات التعليمية، يواجه أولياء الأمور أعباء إضافية مع ارتفاع أسعار القرطاسية والزي المدرسي في ظل ضعف القدرة الشرائية وتأخر صرف الرواتب.
ولجأت بعض الأسر إلى المدارس الخاصة بحثا عن بيئة أفضل، لكن كثيرا منها اصطدم بواقع لا يختلف كثيراً عن المدارس الحكومية.
وفي سياق متصل، ربط المفتش التربوي خليفة بن ناصر أزمة التعليم بالأزمة السياسية العامة في ليبيا، مشددا على أن أي إصلاح يتطلب إدارة شفافة وإرادة سياسية جادة.
وأشار إلى أن قضايا الفساد التي طاولت وزارة التربية، ومنها الحكم بسجن وزير سابق بتهمة اختلاس أموال مخصصة لطباعة الكتب، “قوّضت ثقة المواطنين بأي حديث رسمي عن الإصلاح”.
ومع ذلك، يرى بن ناصر أن التوجه إلى الطباعة المحلية يمكن أن يكون بداية طريق الإصلاح إذا جرى التعامل معه بجدية، مؤكداً أن الخطوة الأهم تظل في تأهيل المعلمين وتحسين أوضاعهم باعتبارهم أساس العملية التعليمية.
وتشير أحدث التقديرات أنّ نسبة الأمية في ليبيا منخفضة نسبيا، حيث أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة للبالغين (15 سنة فأكثر) حوالي 91٪ literacy rate، ما يعني أن الأمية تقدّر بحوالي 9٪ من البالغين.
مسؤول ليبي.. تقدم في المفاوضات مصرف ليبيا المركزي
