05 ديسمبر 2025

أعلن وزير النفط الليبي خليفة عبدالصادق عن استراتيجية تهدف إلى رفع إنتاج النفط إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2030، مع تعزيز قدرات التكرير، كما أشار إلى فرص جديدة للتعاون الدولي في مجال الطاقة، خاصةً مع التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة.

كشف وزير النفط الليبي خليفة عبدالصادق عن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز إنتاج البلاد من النفط الخام، حيث تستهدف ليبيا تحقيق إنتاج يومي يصل إلى مليوني برميل بحلول عام 2030، مع الحفاظ على التزاماتها تجاه منظمة أوبك.

وجاءت هذه التصريحات خلال حوارين متزامنين أجراهما الوزير مع منصتي “الطاقة المتخصصة” و”أكسفورد بيزنس غروب”.

وأوضح عبدالصادق أن الإنتاج الحالي يبلغ حوالي 1.4 مليون برميل يومياً، مع وجود خطة قصيرة المدى لاستعادة مستويات الإنتاج التي سبقت عام 2011 والتي كانت تصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً.

وأشار إلى أن تحقيق الهدف الطموح لمليوني برميل يتطلب استثمارات إستراتيجية في ثلاثة محاور رئيسية: إعادة تطوير الحقول الناضجة، وتشغيل المواقع الجديدة المكتشفة منذ فترة طويلة، واستغلال الاحتياطيات الهامشية التي لم تستغل بشكل كافٍ.

وأكد الوزير على أهمية التوسع الموازي في طاقة التكرير المحلية، حيث يخطط لرفع الطاقة التكريرية من أقل من 160 ألف برميل يومياً حالياً إلى أكثر من 400 ألف برميل يومياً، وسيمكن هذا التوسع من استبدال الواردات وتصدير المنتجات البترولية، مما يعزز القيمة المضافة محلياً.

وكشف عبدالصادق عن إعادة هيكلة شاملة لنظام التراخيص الاستكشافية، تم خلالها إجراء مراجعة شاملة للنماذج السابقة بالتعاون مع شركة “وود ماكنزي” الاستشارية العالمية.

وأسفرت هذه المراجعة عن تطوير شروط مالية أكثر تنافسية وآليات واضحة لتقاسم المخاطر.

وقد لاقى النظام الجديد إقبالاً كبيراً، حيث تأهلت أكثر من 40 شركة دولية للمشاركة في جولة التراخيص المقررة لعام 2025، ممثلةً لمختلف أنحاء العالم بما في ذلك أميركا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأبرز الوزير الفرص الكبيرة التي يتيحها التحول الأوروبي نحو مصادر الطاقة الأنظف لليبيا، نظراً لقربها الجغرافي من الأسواق الأوروبية وامتلاكها بنية تحتية قائمة واحتياطيات غاز غير مستغلة.

وأشار إلى أن خط أنابيب “غرين ستريم” الذي يربط ليبيا بإيطاليا يعمل حالياً بأقل من 25% من طاقته البالغة 11 مليار متر مكعب سنوياً، مع تأكيده على أن ملء هذا الشريان الاستراتيجي يعد أولوية قصوى.

وتوقع عبدالصادق أن تسهم التطورات الرئيسية في البحر المتوسط، وخاصةً حقول الغاز “إيه آند إي” بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية، في إضافة 760 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز.

كما أشار إلى خطة تدريجية لتحديث أنظمة الإخلاء، بما في ذلك خط أنابيب رئيسي جديد بقطر 42 بوصة من حوض سرت إلى الساحل، لجمع كميات أكبر من الغاز المصاحب.

وأكد الوزير التزام ليبيا بدمج الممارسات المستدامة في خريطة طريق الطاقة، حيث يجري استكشاف مشاريع الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الديزل وزيت الوقود الثقيل في توليد الكهرباء.

كما دخلت تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه حيز التطبيق العملي، حيث يمثل مشروع “إيه آند إي” الذي تبلغ قيمته مليار دولار نموذجاً لهذا التوجه.

وأوضح عبدالصادق أن ليبيا تلتزم بالقضاء على حرق الغاز الروتيني بحلول عام 2030، مع تنفيذ عدة مشاريع حالياً لتحقيق هذا الهدف.

واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن خريطة طريق الطاقة الليبية تتماشى مع الأطر العالمية لمكافحة تغير المناخ، وتسعى لتحقيق التوازن بين تحقيق الدخل من الهيدروكربونات والحفاظ على البيئة.

وأكد أن التحول العالمي في قطاع الطاقة لا يُنظر إليه كتهديد، بل كفرصة لتعزيز مكانة ليبيا كشريك موثوق في السوق العالمية سريعة التطور.

أنباء عن اقتحام مقر الخارجية الليبية في طرابلس والوزارة ترد

اقرأ المزيد