مكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، يفتح تحقيقاً رسمياً في وقائع وفاة وإصابة عدد من السجناء داخل معتقل “الجديدة” بالعاصمة طرابلس، خلال الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة في مايو الجاري.
وأكد بيان صادر عن مكتب النائب العام، فجر الجمعة، أن لجنة تحقيق تم تشكيلها لبحث أسباب وفاة السجناء، ضمن لجنة أوسع تحقق أيضاً في وقائع إصابة المتظاهرين وأفراد الأمن خلال الاضطرابات التي شهدتها المدينة في 12 و13 مايو.
وتتضمن مهام اللجنة التحقيق في حالات الوفاة والإصابات بين المدنيين، إضافة إلى السرقات التي طالت ممتلكات عامة وخاصة، بما في ذلك ما نُسب إلى عناصر من الأجهزة الأمنية أو غيرهم.
وتأتي هذه الخطوة بعد ورود تقارير متضاربة بشأن وفاة عدد من النزلاء في “مؤسسة الجديدة للإصلاح والتأهيل”، وسط أنباء عن إطلاق نار داخل السجن خلال المواجهات المسلحة، فيما تحدث حقوقيون عن جرائم قتل ارتُكبت داخل السجن، الذي كان تحت إدارة القيادي الميليشياوي المطلوب دولياً أسامة نجيم.
وكان جهاز الشرطة القضائية التابع لوزارة العدل بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية قد أعلن في وقت سابق عن هروب عدد من النزلاء “الخطيرين” من سجن “الجديدة” جراء الاشتباكات، مؤكداً أن معظم الفارين مدانون في قضايا جنائية كبيرة.
ومن جانبه، نقل رئيس منظمة “ضحايا” لحقوق الإنسان، ناصر الهواري، عن أحد نزلاء السجن، وقوع “إطلاق نار عشوائي على السجناء أثناء محاولتهم الفرار”، مشيراً إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة عدد كبير بجروح.
وأمام تصاعد المطالب بالكشف عما جرى، باشرت لجنتا التحقيق التابعتان للنيابة العامة استقبال الشكاوى والتقارير من الجهات الضبطية، وبدأت أعمالهما بسماع الشهود، وإجراء المعاينات الميدانية، وإحالة بعض الملفات إلى جهات الخبرة، واستجواب عدد من المتهمين.
ودعت النيابة العامة كل من يملك معلومات أو أدلة حول الانتهاكات خلال تلك الأحداث إلى التقدم بها، حيث خصصت لجنة التحقيق في شكاوى الأجهزة الأمنية مقرها في نيابة جنوب طرابلس بمنطقة الفلاح، فيما تتخذ لجنة التحقيق في الوفيات والانتهاكات من نيابة شمال طرابلس مقراً لها في مجمع المحاكم بشارع السيدي.
وبدأت هذه الأحداث عقب مقتل عبد الغني الككلي، الملقب بـ”غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار السابق، في اشتباكات مع اللواء “444 قتال”، تبعتها مواجهات دامية مع جهاز الردع لمكافحة الإرهاب، بعد قرار رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة بحل الجهاز نهائياً.
وأدت هذه المواجهات إلى سقوط قتلى ودمار واسع، ما أثار احتجاجات شعبية في طرابلس ومدن أخرى، طالبت بإسقاط الدبيبة والمؤسسات القائمة والتمهيد لمرحلة انتخابية.
ويعد “سجن الجديدة” في حي سوق الجمعة من أكبر السجون في العاصمة، ويخضع لإشراف الشرطة القضائية، إلى جانب سجون معيتيقة والرويمي وعين زارة.
وقد ارتبط السجن خلال السنوات الأخيرة بانتهاكات حقوقية صنّفتها جهات دولية كجرائم حرب، متهمة أسامة نجيم بارتكابها خلال فترة توليه مسؤوليات أمنية داخل الجهاز القضائي، قبل أن تتم إقالته بقرار حكومي مؤخراً.
صالح يبحث مع المبعوثة الأممية تطورات الأزمة الليبية
