22 ديسمبر 2025

القائم بأعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي فو حكومة “الوحدة الوطنية” المنتهية ولايتها في ليبيا، الطاهر الباعور، أكد أن العلاقات بين الدول الإفريقية وروسيا تقوم على أسس من الاحترام المتبادل وتلاقي المصالح، وشدد على أن تعميق هذا التعاون يكتسب أهمية خاصة في ظل تحولات وتعقيدات النظام الدولي.

واعتبر الباعور أن إصلاح منظومة الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، لم يعد خيارا مؤجلا، بل استحقاقا سياسيا ملحا، داعيا إلى تمثيل إفريقي دائم وعادل داخل المجلس يعكس الثقل الحقيقي للقارة على المستويات السياسية والديمغرافية والاقتصادية.

وأوضح أن الرؤية الإفريقية المشتركة، كما وردت في توافقي سرت وإزوليني، تنص على تخصيص مقعدين دائمين بكامل الصلاحيات للقارة، إلى جانب خمسة مقاعد غير دائمة، بما يضمن مشاركة أكثر توازنا في صنع القرار الدولي.

وأشار الباعور إلى أن العلاقات الإفريقية–الروسية اتسمت تاريخيا بدعم قضايا التنمية والعمل الإنساني، معتبرا أن إعادة تفعيل هذه الشراكة تأتي في لحظة دولية دقيقة تتطلب بناء نظام عالمي أكثر عدالة، بعيدا عن سياسات الاستقطاب والكيل بمكيالين.

وفي سياق متصل، لفت إلى أن القارة الإفريقية، مع دخولها العقد الثاني من تنفيذ «أجندة 2063»، تعمل على إعادة صياغة أولوياتها الاستراتيجية، بما يعزز الاعتماد على القدرات الذاتية ويحفز مشاركة المجتمعات المحلية في تحقيق النمو والازدهار.

كما أكد أن تسريع مشاريع البنية التحتية، خاصة في مجالات النقل والطاقة النظيفة، يمثل عنصرا محوريا لمواجهة التحديات العالمية الراهنة، من أزمات غذائية وارتفاع تكاليف المعيشة إلى تداعيات التغير المناخي.

وشدد الباعور على أن دعم المسار التنموي في إفريقيا لا يقتصر أثره على دول القارة فحسب، بل يحمل أبعادا إنسانية ودولية أوسع، نظرا لما يسهم به من تعزيز للاستقرار الإقليمي والدولي ومعالجة جذور النزاعات والصراعات.

كما تطرق إلى ما وصفه بـ”الظلم التاريخي” الذي عانت منه إفريقيا، مشيدا بجهودها المتواصلة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، لتصحيح اختلالات النظام العالمي.

وفي هذا الإطار، أبرز الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن، في دعم المطالب الإفريقية المتعلقة بإصلاح المجلس وتحقيق توازن أكثر عدالة في التمثيل الدولي.

وختم الباعور بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تستدعي إرادة دولية جادة لبناء شراكات قائمة على الإنصاف والتفاهم المتبادل، بما يفضي إلى نظام دولي أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات السلم والتنمية في العالم.

 

تقاليد الحداد في إفريقيا: احتفالات مهيبة وعادات تراثية

اقرأ المزيد