05 ديسمبر 2025

يتحول قطاع الطاقة في ليبيا تحولاً مع تكثيف مشاريع الغاز الطبيعي لتعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات، ونجحت البلاد في جذب شركات كبرى رغم التحديات، وتهدف لمشاريع ضخمة تعزز موقعها في خريطة الطاقة العالمية.

تشهد ليبيا تحولاً استراتيجياً في قطاع الطاقة مع تسريع وتيرة تطوير مشاريع الغاز الطبيعي، في مسعى لتعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات إلى الأسواق العالمية، هذا التوجه يأتي في وقت تشهد فيه أوروبا تحولات جذرية في سياساتها الطاقية بعيداً عن الاعتماد على الغاز الروسي.

ونجحت ليبيا في جذب اهتمام كبرى شركات الطاقة العالمية رغم التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها منذ 2011. حيث شهدت آخر جولة تراخيص تنافساً محموماً بين 37 شركة دولية، بما في ذلك عمالقة مثل إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان وتوتال إنرجي الفرنسية وإيني الإيطالية، وتغطي المناقصة 22 منطقة استكشافية برية وبحرية، في أول خطوة من نوعها منذ 17 عاماً.

ويبرز مشروع تطوير حقل بحر السلام كأحد أبرز المبادرات، حيث يساهم حالياً بـ33 مليون قدم مكعبة يومياً للإنتاج المحلي.

ويتضمن المشروع تركيب وحدات ضغط جديدة بكلفة 217 مليون دولار، من المتوقع أن تكتمل بنهاية 2025.

كما تخطو البلاد خطوات كبيرة في مشروع حقلي (A) و(E) البحريين بتكلفة 8 مليارات دولار، والذي سيضيف 750 مليون قدم مكعبة يومياً عند اكتماله عام 2026.

وتشهد منطقة جنوب أوباري تطوراً لافتاً مع مشروع المصفاة المتكاملة، التي صممت خصيصاً لمعالجة مشتقات الغاز الطبيعي إلى جانب المنتجات النفطية التقليدية.

ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية لتعظيم القيمة المضافة من الموارد الهيدروكربونية، حيث تقع المصفاة بالقرب من حقل الشرارة النفطي ومحطة توليد الكهرباء في أوباري.

وتولي ليبيا اهتماماً متزايداً لاستغلال الغاز المصاحب، حيث يقترب مشروع حقلي مسلة والسرير من الاكتمال بنسبة 96%.

ويهدف هذا المشروع إلى تقليل عمليات الحرق الهدرية وتوجيه الغاز نحو توليد الكهرباء، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد ويحد من الانبعاثات الضارة.

ومع استمرار تنفيذ هذه المشاريع، تتجه ليبيا لتعزيز مكانتها كمنتج رئيسي للغاز في المنطقة. وتعمل البلاد على استكمال حزمة متكاملة من المشاريع التي تشمل تطوير البنية التحتية للنقل والتخزين، مما سيمكنها من زيادة صادراتها إلى الأسواق الأوروبية والعالمية.

ويشكل هذا التوجه فرصة تاريخية لليبيا لتعزيز مكانتها في خريطة الطاقة العالمية، مع ما يحمله ذلك من آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني والاستقرار المالي.

وزير الخارجية التونسي يشدد على التعاون الثلاثي مع الجزائر وليبيا

اقرأ المزيد