كشف وزير الشؤون الإفريقية الليبي، عيسى عبد المجيد، رفض بلاده لعقد مؤتمرات المصالحة خارج ليبيا، مشدداً على ضرورة أن تكون الحلول محلية، كما انتقد دور بعثة الأمم المتحدة في الأزمة، وأشار لتقدم المصالحات المحلية في بعض المناطق.
أكد عيسى عبد المجيد، وزير الدولة للشؤون الأفريقية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، الموقف الثابت لبلاده برفض عقد أي مؤتمرات للمصالحة الوطنية خارج الأراضي الليبية، حيث شدد على ضرورة أن يكون الحل للأزمة الليبية “من صنع الليبيين وبقيادة ليبية خالصة”.
وأوضح عبد المجيد أن الحكومة الليبية قد رفضت سابقاً المشاركة في مؤتمرات المصالحة التي عقدت في كل من الكونغو وأثيوبيا، مؤكداً أن الموقف الرسمي يتمثل في ضرورة انعقاد المؤتمر القادم داخل ليبيا، وتحديداً في مدينة سرت الواقعة في وسط البلاد.
وكشف أن هذا الموقف قد تم إبلاغه رسمياً للرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو خلال زيارته الأخيرة إلى بنغازي.
من جهة أخرى، أعرب الوزير الليبي عن شكوك حكومته العميقة تجاه دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، منتقداً ما وصفه بـ”انحياز البعثة للتعامل مع حكومة فقدت شرعيتها”.
وأضاف أن تجربة التعامل مع البعثة الأممية “لم تكن مشجعة”، معتبراً أن هناك مؤشرات على أن البعثة “تسعى لإطالة الأزمة بدلاً من حلها”.
وعلى صعيد المصالحة المجتمعية، أشار عبد المجيد إلى تحقيق تقدم ملموس في بعض المناطق، حيث نجحت الوساطات المحلية في تحقيق مصالحات بين مكونات التبو والفزازنة في مرزق، وكذلك بين التبو والزوية في منطقة الكفرة.
وأكد أن هذه المصالحات تمت بجهود ليبية بحتة وتحت إشراف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي سياق متصل، لفت المسؤول الليبي إلى التباين الواضح في الوضع الأمني بين شرق ليبيا وغربها، مشيراً إلى أن المناطق الشرقية تشهد استقراراً أمنياً نسبياً بفضل سيطرة القوات المسلحة، بينما تعاني العاصمة طرابلس من فوضى ميليشياتية وفقاً لوصفه.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الجمود السياسي وتعثر المسار الانتخابي في ليبيا، بعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر 2021 بسبب خلافات حول الأسس القانونية للعملية الانتخابية، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
ليبيا والاتحاد الأوروبي.. لعبة مزدوجة في ملف الهجرة
