05 ديسمبر 2025

السلطات الليبية أطلقت حملة أمنية كبرى تهدف إلى ملاحقة العمال الأجانب الذين يعملون دون تصاريح إقامة أو تراخيص عمل، في خطوة وصفت بأنها محاولة لضبط سوق العمل وتنظيم الوجود الأجنبي داخل البلاد.

وأسفرت الحملة، التي بدأت أمس السبت، عن توقيف أكثر من 1500 عامل في مناطق مختلفة، لا سيما في ضواحي العاصمة طرابلس.

وتقود هذه الحملة كل من وزارة العمل والتأهيل وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتركز على تفكيك التجمعات السكانية العشوائية التي تؤوي آلاف العمال الوافدين من جنسيات مختلفة.

ورصدت الجهات المعنية حالات متعددة لعمال لا يحملون أي أوراق ثبوتية أو شهادات طبية، بحسب ما أكده وزير العمل علي العابد.

وأضاف العابد في تصريح للصحفيين أن الحملة تهدف إلى “ضبط الأمن والنظام العام داخل الأحياء، وتنظيم سوق العمل بما يتماشى مع القوانين المحلية”، مشيراً إلى أنه تم نقل المخالفين إلى مراكز الإيواء تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وتأتي هذه التحركات على خلفية احتجاجات شهدتها بعض الأحياء السكنية، حيث طالب السكان المحليون بإنهاء ما وصفوه بـ”الفوضى الأمنية والتجمّعات المشبوهة” للعمالة الأجنبية، معتبرين أنها تشكّل تهديداً للاستقرار المجتمعي.

وفي المقابل، أثارت الحملة انتقادات منظمات حقوقية وناشطين، حذروا من احتمال وقوع تجاوزات خلال عمليات الاعتقال، خصوصا في ظل غياب رقابة قضائية كافية.

وفي هذا السياق، اعتبر الناشط الحقوقي الليبي طارق لملوم أن “السلطات تستهدف الحلقة الأضعف”، مضيفا أن “الحل لا يكمن في المداهمات بل في فرض الرقابة على ملاك العقارات الليبيين الذين يجنون أرباحاً طائلة من تأجير مساكن غير قانونية للعمال الأجانب”.

ومن جهته، كشف وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عماد الطرابلسي أن عدد الأجانب الموجودين في ليبيا يصل إلى نحو 2.5 مليون شخص، 80% منهم دخلوا البلاد بطرق غير شرعية ولا يخضعون لأي نظام تسجيل رسمي أو ضريبي.

وفي سياق متصل، أشار تقرير صادر عن مصرف ليبيا المركزي في أبريل الماضي، إلى أن العمالة غير النظامية والهجرة غير الشرعية تكلف خزينة الدولة ما يقارب 7 مليارات دولار سنويا، نتيجة ارتفاع الطلب على السلع المدعومة والعملات الأجنبية في السوق الموازية.

ليبيا تُطلق أول جولة عطاءات نفطية منذ 17 عاماً

اقرأ المزيد