تشهد ليبيا في 18 سبتمبر 2024 خسوفاً جزئياً للقمر، حيث سيتاح لسكان البلاد فرصة متابعة هذا الحدث الفلكي النادر.
ويعتبر الخسوف القمري من الظواهر التي تثير اهتماماً واسعاً، خاصة أن هذا الخسوف سيكون مميزاً لظهوره بوضوح في معظم المناطق الليبية.
ويحدث الخسوف القمري عندما يدخل القمر في ظل الأرض، مما يحجب عنه ضوء الشمس بشكل جزئي، فيظهر القمر معتماً، وسيبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 3:41 صباحاً بتوقيت ليبيا، حيث سيبدأ ظل الأرض في تغطية القمر تدريجياً.
ويبلغ الخسوف ذروته عند الساعة 5:44 صباحاً، حيث سيبدو القمر مظلماً بشكل واضح، ويستمر حتى الساعة 7:47 صباحاً، حيث سيغادر القمر ظل الأرض تدريجياً ويعود لبريقه الكامل.
وتُعد هذه الظاهرة فرصة مثيرة لعشاق الفلك لمراقبة تفاعل الأجرام السماوية الثلاثة: الأرض، الشمس، والقمر، ومن المثير أن الظواهر الفلكية مثل الخسوف كانت محط اهتمام الإنسان عبر التاريخ، حيث اعتبرتها الحضارات القديمة دلائل على أحداث كونية كبرى، بينما يعتبرها العلم الحديث ظواهر طبيعية يمكن التنبؤ بها بدقة.
ولمشاهدة الخسوف بوضوح، يُنصح سكان ليبيا بالتوجه إلى المناطق البعيدة عن أضواء المدن، مثل المناطق الريفية أو الصحراوية، حيث تؤدي الإضاءة الصناعية إلى تشتت ضوء القمر، مما يقلل من وضوح الظاهرة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الطقس دوراً حاسماً في مدى إمكانية مشاهدة الخسوف، إذ قد تعيق الغيوم رؤية الحدث بشكل كامل.
ولا تقتصر أهمية الخسوف القمري على المتعة البصرية فحسب، بل إنه يمثل أيضاً فرصة علمية هامة، حيث يمكن أن يستفيد العلماء من دراسة تأثير الغلاف الجوي للأرض على ضوء الشمس خلال الخسوف، ما يعرف بتأثير “اللمعان القمري”، حيث يمر الضوء عبر الغلاف الجوي للأرض ويؤثر على لونه وشدته، وهذا يوفر معلومات حول مكونات الغلاف الجوي للأرض.
وعلاوة على ذلك، يمكن للخسوف أن يتيح الفرصة لدراسة القمر نفسه، خلال الخسوف، يمكن تحليل التغيرات في درجة حرارة سطح القمر، مما يساعد العلماء في فهم تركيبته بشكل أفضل، وهذه الدراسة تساهم في توسع المعرفة العلمية حول القمر والكون.
وفي النهاية، يُعد الخسوف القمري ظاهرة تجمع بين جمال الطبيعة والتقدم العلمي، ويُعتبر هذا الحدث فرصة رائعة لمراقبة واحدة من أجمل الظواهر الفلكية والاستمتاع بتجربة فريدة تحمل الكثير من الجوانب العلمية والإنسانية.
تباطؤ الطلب الصيني وتعطل الإنتاج في ليبيا يضغطان على سعر النفط