15 يناير 2025

يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية نهاية يناير الجاري، في ظروف معقدة تتسم بتحديات لوجستية وأمنية، حسبما أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وتأتي هذه الجولة بعد نجاح المرحلة الأولى التي أُجريت في نوفمبر الماضي، حيث شهدت إقبالاً كبيراً بنسبة مشاركة بلغت 74%.

وسيشمل الاقتراع 63 بلدية موزعة على المناطق الثلاث: 41 في الغرب، 13 في الشرق، و9 في الجنوب، مع زيادة أعداد الناخبين ومراكز الاقتراع ثلاثة أضعاف مقارنة بالمرحلة السابقة.

وأكد رئيس المفوضية عماد السايح أهمية توفير الدعم اللوجستي لضمان سير العملية الانتخابية بنجاح، مع التركيز على تطبيق أعلى معايير الشفافية والنزاهة.

ورغم استعداد وزارة الداخلية بحكومة شرق ليبيا لتأمين الانتخابات، كما صرح اللواء عصام أبو زريبة، إلا أن التوترات القبلية في الشرق تبقى هاجساً مقلقاً.

وقد نفى أبو زريبة وجود أي صراعات تهدد الانتخابات، معتبراً ما يحدث تنافساً ديمقراطياً طبيعياً بين مكونات المجتمع القبلي.

وفي المقابل، يبدو التحدي الأمني أكثر وضوحاً في المنطقة الغربية، حسب متابعين، ومثال على ذلك فإنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 5 دوائر انتخابية تابعة لمدينة الزاوية، علماً بأنها تشهد عملية عسكرية “مثيرة للجدل” ضد ما وصفتها حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية ضد “أوكار مخدرات وتهريب وقود”.

وازدادت التساؤلات بعد مظاهرات اندلعت في مدن بغرب ليبيا هذا الأسبوع، عقب بث اعتراف وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش، في لقاء تلفزيوني بتفاصيل اجتماعها السري في إيطاليا، العام قبل الماضي، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين.

ويرى المحلل السياسي أيوب الأوجلي أن هذه الجولة تحمل أهمية خاصة، كونها تشمل بلديات رئيسية مثل طرابلس وبنغازي، والتي تمثل أوزاناً سياسية واجتماعية كبيرة.

وحذر من احتمال استغلال المجموعات المسلحة للثغرات الأمنية لعرقلة الانتخابات، في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن الذي يخدم مصالح بعض القادة السياسيين.

وعلى الرغم من التحديات، تبدي الباحثة الأكاديمية أمل العلوي تفاؤلها بنجاح هذه المرحلة استناداً إلى نجاح الجولة الأولى، معتبرة أن ذلك يعزز فرص الاستقرار ويمهد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ 2021.

ويحظى هذا الاستحقاق الانتخابي بدعم كبير من المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والبعثة الأممية والدول الكبرى، مما يعزز من فرص نجاحه.

كما يشكل الدعم القبلي عنصراً إيجابياً، حيث أعرب أعيان ومشايخ ليبيون عن دعمهم للعملية الانتخابية خلال ملتقى رعاه المجلس الرئاسي مؤخراً.

ويمثل نجاح المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية خطوة حاسمة نحو تعزيز الحكم المحلي في ليبيا، وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الوطنية التي يطمح إليها الليبيون لتحقيق الاستقرار والتنمية.

المنفي يهاجم الدبيبة بسبب تعيين وزير خارجية جديد دون تشاور

اقرأ المزيد