للمرة الأولى بعد 2011، تستعد قادة عسكريون من شرق وغرب ليبيا للمشاركة في مناورات “فلينتلوك” التي ترعاها أميركا، لتعزيز جهود توحيد المؤسسة العسكرية، وتهدف المناورات إلى تحسين التنسيق العسكري ومكافحة التطرف، وستركز التدريبات على تبادل الخبرات لمواجهة التحديات الأمنية.
تستعد ليبيا لتحقيق إنجاز تاريخي في مسيرة توحيد مؤسستها العسكرية، حيث أعلنت السفارة الأمريكية عن مشاركة قادة عسكريين من شرق وغرب البلاد في مناورات “فلينتلوك” المشتركة المقرر إقامتها ربيع العام المقبل على الأراضي الليبية.
جاء الإعلان عن هذه الخطوة التاريخية خلال زيارة الفريق جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، إلى ليبيا، حيث اجتمع في سرت مع الفريق صدام حفتر نائب قائد الجيش الوطني.
وأكد برينان أن الهدف الأساسي من الزيارة هو “مناقشة مقترح استضافة ليبيا لتمرين فلينتلوك”، الذي يعد الأبرز لقيادة العمليات الخاصة في إفريقيا.
أوضح القائد الأمريكي أن هذه المناورات ستركز على مكافحة التنظيمات المتطرفة العنيفة، بمشاركة قوات من أوروبا ودول إفريقية لتبادل الخبرات والاستعداد للطوارئ، وشدد على أن “توحيد القطاع الأمني يمثل المدخل الحقيقي لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية الاقتصادية في ليبيا”.
وأشار برينان إلى “تقدم ملحوظ في التعاون بين حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها والجيش الوطني”، مؤكداً أن الطرفين “بدءا العمل معاً بطرق لم يقوما بها من قبل”.
وتعد هذه أول مشاركة مشتركة لضباط من الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات التابعة لحكومة الوحدة في تمرين عسكري واحد.
على الصعيد السياسي، جدد سفير قطر خالد الدوسري خلال اجتماعه مع نائبة رئيسة البعثة الأممية للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، دعم الدوحة للمسار السياسي الليبي.
كما أكدت خوري في لقاء منفصل دعم الأمم المتحدة لاستقلالية ديوان المحاسبة وحياديته، مشيدة بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي وصفتهها بـ”النقلة النوعية”.
تمثل هذه التطورات مؤشرات إيجابية على طريق توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتعزيز الاستقرار في البلاد، بعد سنوات من الانقسام والصراع.
خلافات سياسية تعمّق الجمود في ليبيا مع انتخاب رئيس جديد لمجلس الدولة
