تواجه مدينة الكفرة بجنوب شرق ليبيا أزمة إنسانية طاحنة مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم.
و منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، نزح أكثر من 8.8 مليون شخص، وفر الكثير منهم إلى دول الجوار، بما في ذلك ليبيا، حيث استقر العديد منهم في مدينة الكفرة لقربها من الحدود السودانية.
وبلغ عدد النازحين السودانيين في الكفرة أكثر من 65 ألف شخص، مع تزايد يومي يصل إلى حوالي 700 فرد، ما يفوق قدرة المدينة على تقديم الدعم الكافي.
ويقطن هؤلاء اللاجئون في أكثر من 50 تجمعاً سكنياً حول المدينة، معظمها في مزارع ومستودعات ومساكن قديمة، في ظروف صعبة تتسبب في تفشي الأمراض الخطيرة بينهم، وسط عجز المستشفيات المحلية عن تقديم الخدمات الصحية اللازمة.
وصرح إسماعيل العيضة، رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة ومدير مستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي في الكفرة، أن المستشفى يقوم يومياً بالكشف على أكثر من 1000 نازح لتشخيص أمراض مثل التهاب الكبد، والإيدز، والأمراض المعدية الأخرى.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، لا تزال الأعداد الكبيرة من النازحين تشكل تحدياً هائلاً، حيث تم الكشف عن حالات مصابة بالإيدز، والملاريا، والدرن، مما يهدد الصحة العامة في المدينة.
ودعا مراقبون إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم للنازحين السودانيين ولمدينة الكفرة للتعامل مع هذه الأزمة.
وفي هذا السياق، زارت جورجيت غانيون، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مدينة الكفرة برفقة رؤساء خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، لتقييم الوضع وتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية.
وأكدت غانيون أن السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة في الكفرة ومدن ليبية أخرى تساعد اللاجئين السودانيين منذ اندلاع النزاع، مشيرة إلى الحاجة الماسة إلى مزيد من الدعم وتسهيل الوصول والتنسيق لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير الحماية.
وأطلقت الأمم المتحدة خطة الاستجابة للاجئين السودانيين في ليبيا لعام 2024، بطلب 48.6 مليون دولار أمريكي من الجهات المانحة لدعم الجهود الإنسانية.
وجددت غانيون التزام الأمم المتحدة بتقديم المزيد من الدعم للاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة بالتنسيق مع السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني.
الجزائر تطالب بإدانة التدخل الأجنبي في السودان ودعم سيادته